المقالات

بين البديل والتفعيل .. اجتماع يحقق الكثير

359 21:19:00 2013-06-17

جواد العطار

عندما طرح السيد عمار الحكيم مبادرته حول الطاولة المستديرة كان على درجة عالية من الواقعية بتسميتها الرمزية؛ لانه ليس من المعقول حل كل المشاكل العالقة والمعقدة بين الاطراف السياسية من جلسة واحدة او في اجتماع واحد ... وانما كان هدفه من الدعوة ايصال رسالة طمأنة للشعب بانه مهما تعاظمت خلافات الساسة فانهم ينحنون امام دماء الابرياء ويقفون موحدين تجاه الارهاب ، وهذا ما حدث بالفعل وكانت فرصة جيدة ومشجعة؛ حضور معظم القوى السياسية او من ينوب عنها اضافة الى رؤساء السلطات الثلاث مع غياب رئيس الجمهورية بسبب المرض وزعيم القائمة العراقية !! .وما ان انتهى الاجتماع بمصالحة رمزية بين رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية ، حتى انقسم المراقبين والمتتبعين وحتى فئات الشعب بين مؤيد لنتائج الاجتماع على الرغم من رمزيتها باعتبارها شكلت ارضية جيدة لبدأ حوار بين الجميع طال انتظاره. ومعارض؛ رفض فكرة ونتائج الاجتماع واعتبرها لا تتناسب وحجم التحديات التي كانت تضرب الساحة الداخلية في العراق ومخاطر الاوضاع الاقليمية المحيطة به ... وبين هذا وذاك وبعد مرور اسبوعين او اكثر تحققت نتائج ملموسة على الارض حينما احدث الاجتماع تموجات سريعة في مياه الازمة السياسية الراكدة، بالمستويات التالية : 1. المستوى السياسي دفعَ الاطراف السياسية الى حسم مواقفها تجاه الازمات؛ وتجاه بعضها بعض؛ وبالشكل التالي : • حسم المجلس الاعلى الاسلامي خياراته على ضوء نتائج الانتخابات المحلية ، بالتحالف مع التيار الصدري .. ما ادى الى الاتفاق على تشكيل تسع من حكومات المحافظات ، لينهي ملفا كان يمكن ان يستمر بدون حلول لاشهر او سنوات .• زيارة السيد رئيس الوزراء الى اربيل ولقاءه برئيس الاقليم على خلفية انعقاد جلسة مجلس الوزراء ، اعقبها اتفاق الطرفين على تذليل الخلافات بين المركز والاقليم من خلال تشكيل سبع لجان مشتركة لمتابعة الملفات العالقة .. المستمرة منذ اكثر من سنتين .• اشتراك قائمة متحدون بقوة في حكومة بغداد المحلية وحصولها على رئاسة المجلس ، شكل بابا لتوسيع المشاركة والتحالفات في محافظات اخرى مثل ديالى ، وفتح الباب واسعا لاغلاق ملف الاقصاء والتهميش الذي كان يدعيه البعض .. باستثناء ائتلاف العراقية الوطني الموحد الذي لم ينخرط في مفاوضات تشكيل حكومات المحافظات بالصورة المطلوبة رغم زوال الكثير من مبررات غيابه السابقة .2. المستوى الامني احدث الاجتماع تطورا هاما على المستوى الامني لمسه المواطن قبل السياسي ، فقد انحصرت التفجيرات الاجرامية وتراجع مستوى الاغتيالات ونجحت اجراءات زيارة الامام موسى بن جعفر (ع) ببغداد دون حوادث تذكر ، ونحن لا نقول بان الفضل للاجتماع الرمزي بل الفضل الحقيقي يعود لرسائل الطمأنة التي وصلت الى الشعب اولا؛ والثقة لرجل الامن ثانيا؛ والتحدي للمجموعات الارهابية ثالثا . 3. مستوى السلم الاهلي توسيع آفاق التعاون بين الوقفين الشيعي والسني بعد الاجتماع من خلال اقامة الصلوات الموحدة بينهما ولاكثر من ثلاث جمع متتالية ، توجه ما كان له ان يتعزز ويستمر لولا الاجتماع الرمزي . وبعد كل ما تقدم ، ما زال البعض يصر على انتقاد الاجتماع الرمزي ويؤكد على انه لم يحقق شيئا !!. والاحرى بمن ينتقد ان يقدم البديل ومن يؤيد ان يدعو الى مزيد من التفعيل .. فالاجتماع الرمزي يحتاج الى اكثر من لقاء جماعي واحد او حراك منفصل ، لان اطلاق المبادرات وتعزيز الحوارات البناءة واشراك الممتنعين من قبيل زعيم القائمة العراقية وايجاد حل لغياب رئيس الجمهورية وحسم الخيارات والجرأة في اتخاذ القرارات ، قد يكون كفيلا باكتمال صورة المشهد العراقي موحدا تجاه كل القضايا والازمات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك