المقالات

ائتلاف المواطن بين حقه الانتخابي وشراكة الثعالب

690 13:18:00 2013-04-30

هادي ندا المالكي

انتهت انتخابات مجالس المحافظات وأعلنت النتائج الاولية وتعرف كل طرف على ما جاد به بيدر صندوق الانتخابات بعد مدة ليست بالطويلة من الحملة الانتخابية وأطاحت هذه النتائج بشيء من كبرياء دولة القانون بعد ان جردته من الاغلبية التي كان يتمتع بها في الانتخابات السابقة رغم انه استعد هذه المرة لتكرار مثل هذه الاغلبية التي بشر بها بتحالف ضم اسماء وكتل وتيارات قوية الا انه ليس كل ما يتمناه السيد المالكي يدركه،على الطرف الاخر جاءت نتائج الانتخابات ببشرى تقدم أئتلاف المواطن وتحقيقه نتائج جيدة اعتبرها البعض مفاجئة وقلل الفجوة التي كانت بينه وبين دولة القانون ليس هذا فقط بل ان تيار الاحرار التابع للسيد مقتدى الصدر حقق هو الاخر تقدما جعله ياتي في المركز الثالث في تصنيف القوائم الفائزة بانتخابات مجالس المحافظات.هذه الارقام والمعطيات سوف لن تفرض هيبتها في التحالفات التي يجري العمل عليها على قدم وساق بين الكتل الكبيرة الفائزة وبين القوائم الصغيرة التي بدأت تبحث لها عن موطئ قدم بين الكبار انما الموجه الاساس للتحالفات هو حجم التنازلات والمكاسب وسرعة الوصول الى الطرف الاخر وقطع الطريق على الاطراف الاخرى اما التعهدات والمواثيق التي وقعت قبل الانتخابات فيعتقد انها قيدت ضد مجهول ولن يكون لها اثر في ساحة التنافس خاصة بعد صولة المالكي في النجف الاشرف واعلانه لتحالف لم يضم حلفائه المستقبليين.هذه الصورة المشوشة نوعا ما لطبيعة تحالفات المرحلة القادمة سوف لن تستمر طويلا الا ان الشيء المؤكد انه لن يكون لما تم الاتفاق عليه قبل الانتخابات من تحالفات دور اساس في تشكيل مجالس المحافظات خاصة في ظل اختلاف الرؤى بين المجلس الاعلى المتمثل بأئتلاف المواطن وبين دولة القانون من جهة وتيار الاحرار التابع للصدرين من جهة اخرى،فالمجلس الاعلى يؤمن بنظرية الشراكة وعدم الإقصاء وتوزيع الأدوار بين الجميع من اجل تقديم الخدمة بينما يعارض دولة القانون هذا المبدأ ويدعوا الى مبدأ الاغلبية ليس اعتقادا بهذا المبدأ انما يتمسك به من اجل اقصاء التيار الصدري،الصدريون من جانبهم لا يجدون حرجا في التصريح بالاغلبية ايضا ليس ايمانا بها انما انتقاما من المالكي ومن سياسته الرعناء المرتبكة على حد قول الصدريين وبين غرور المالكي وحقد الصدريين لا زال المجلس الاعلى يحاول تقريب المسافة واشراك الجميع دون ان يكون للزرفي اثر في هذه المعادلة المعقدة.هذه الخريطة وهذه التوجهات قد لا تكون نهائية وليست حقيقية لرسم ملامح خارطة الحكومات المحلية للمرحلة المقبلة ففي السياسة لا يوجد شيء ثابت انما هي فن الممكن فالتيار الصدري اذا ما وجد مصالحه معرضة للتقزيم سوف لن يتردد في التحالف مع المالكي واقصاء المجلس الاعلى خاصة اذا ما علمنا ان المجلس الاعلى بحركته ومحوريته سيحتاج الى وقت للاقناع والتشاور بينما لا يحتاج الاتفاق بين الصدريين ودولة القانون الا الى توقيع صغير وفي ساعة متاخرة وورقة لتنفيذ المطالب وينتهي كل شيء وهذا المنهج حدث في كثير من المناسبات عندما قام الصدريين بالتخلي عن المجلس وهو حليفهم في بعض الحالات ومنحوا المالكي جواز المرور في لحظات من الزمن الذي يلعنونه الان كما ان قطع الطريق على المجلس الاعلى ستكون فيه فائدة كبيرة وهي وقف تقدمه الذي يهدد عرش المالكي وقاعدة الصدريين، الامر لا يختلف مع المالكي فهو لن يتراجع لحظة واحدة من انكار العهود والمواثيق ورميها وراء ظهره وهذا الامر من المتواترات المسلم بها في عالم سياسة اليوم ليس مع المجلس فقط بل مع الجميع الا ان المجلس الاعلى قد يكون الوحيد الذي يختلف عن الاخرين لانه يتعامل مع السيد المالكي على اساس انكار العهود وليس على اساس توقيع العهودان على المجلس الاعلى ان يكون حذرا هذه المرة وان يتمسك بحقه من اجل خدمة ابناء الشعب العراقي وخدمة ناخبيه الذين صوتوا لبرنامجه الانتخابي لانه لم يعد منظمة مجتمع مدني مهمتها توزيع المياه والعصائر كما كان يعتقد البعض ويمني النفس،هذا الحق وهذه الرؤيا يجب ان تكون معلومة من قبل الجميع حتى يعرف ابناء الشعب العراقي ماذا اراد المجلس الاعلى وماذا اراد الآخرين وحتى يعرفوا من هي الجهة التي تريد خدمة الجميع ومن هي الجهات التي لا تفكر الا في مصالحها ومناصبها فقط.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك