المقالات

بعد اغلاق صناديق الاقتراع

630 10:01:00 2013-04-30

جواد العطار

امتازت الانتخابات المحلية التي جرت في العشرين من شهر نيسان الحالي عن سابقاتها ليس بانها اول انتخابات تجري بعد الانسحاب الامريكي ، ولا لانها اول انتخابات تجري بخبرات واشراف عراقي دون تدخل الامم المتحدة التي كان دورها هذه المرة وباعترافها ، فني فقط .. بل بالتالي :• انخفاض نسبة المشاركة التي بلغت رسميا ووفقا للمفوضية العليا للانتخابات 51 % ( وغير رسمي دون هذه النسبة بكثير وفقا لمنظمات مراقبة ومجتمع مدني ) ، والسبب يعود في ذلك لان المواطن يشعر بالاحباط وعدم الثقة لفشل ادارة مجالس المحافظات السابقة في تنفيذ وعودها بتقديم الخدمات الاساسية ، مما ادى الى انصرافه وعزوفه عن المشاركة في الانتخابات في تعبير احتجاجي على ما يجري .. رغم دعوات المرجعيات الدينية الصريحة؛ للمشاركة الفاعلة .• بروز قوى جديدة في الساحة السياسية؛ حتى وان كانت صغيرة؛ يؤكد على وعي الناخب - المشارك .. وقدرته في الفرز والتقصي والبحث عن التغيير .. وافضليته عن الناخب غير المشارك الذي جلس متفرجا مطالبا بالتغيير وهو بعيدا متقاعسا عن ممارسة حقه الدستوري . ان بروز هذه القوى ظاهرة صحية جدا ( ان كانت مستقلة في قرارها ) وليس كما يصفها بعض المحللين من انها ظاهرة غير صحية ستؤدي الى بعثرة القرار السياسي للمجالس القادمة .. يضاف الى ذلك محافظة قوى موجودة في الساحة السياسية وتقدمها في النتائج على نطاق واسع؛ عما كانت عليه في انتخابات 2009 ومنها ائتلاف المواطن؛ والذي يعود بالدرجة الاولى الى قناعة الناخب ببرامجها الانتخابية وطروحاتها في مجال تقديم الخدمة والمواطن اولا .. وان اجتمعت هذه القوى (ائتلاف المواطن مثلا) مع القوى الجديدة التي اظهرتها نتائج الانتخابات (حتى وان كانت صغيرة) مع توفر شرط الالتزام بالبرنامج الانتخابي والسعي الحثيث لتنفيذه بالنسبة للاولى واستقلالية القرار بالنسبة للثانية ، فان مجالس محلية قوية تتمكن من تنفيذ المشاريع والنهوض بالخدمات .. سوف تظهر جلية في معظم المحافظات . • غياب القوى الطائفية او تشتتها او انحسارها مع التنوع الذي حاولت اغلب القوى السياسية المحافظة عليه في معادلتها باختيار مرشحيها بحيث جعلتهم من مختلف المكونات ( قد لا يكون ذلك نابعا من رغبة تلك القوى اصلا بنبذ الطائفية بل قد يكون املا بالحصول على اصوات اكبر .. وهو في كلتا الحالتين ظاهرة تنقية للديمقراطية الوطنية؛ ابعدت من خلالها شبح التخندقات الطائفية ولو بحدة اقل او على مستوى الاعلام فقط؛ في واقع متلاطم وعاصف بالتحشدات الطائفية سبق العملية الانتخابية ) . لكن ، بعض الكتل السياسية نجحت في هذه الانتخابات بالالتفاف على الناخب حينما نزلت بقوائم ظل محلية وباسماء مغايرة حصلت بعضها على عدد كبير من الاصوات في محاولة لجمع شتات القاسم الانتخابي الذي كانت تجمعه ذات القوى؛ الفائزة في الانتخابات الماضية؛ والذي سقط صريعا هذه المرة على مذبح ضوابط وقواعد سانت ليغو في توزيع مقاعد المجالس المحلية .. ومن هذه القوى اغلب قوائم الوفاء في المحافظات وتيار الدولة العادلة والقوائم التي تحمل تسمية .. الجديدة ، وهذا الامر اصبح جليا من خلال تصريحات ممثلي تلك القوائم بعد الانتخابات وتحالفها مع قوى اخرى مباشرة وقبل اعلان النتائج النهائية - مجلس محافظة النجف مثلا تحالفت القوى الصغيرة مع دولة القانون قبل اعلان النتائج ومجلس محافظة البصرة تحالف كافة القوى في مواجهة ائتلاف دولة القانون .. في ذلك الالتفاف مؤشر سلبي له تداعيات على نسب المشاركة المستقبلية وحركة سياسية محسوبة النتائج زادت من وعي الناخب؛ وان نجحت نسبيا هذه المرة؛ فلن تنجح بالاخرى .. ولتتعظ الكتل السياسية وتعرف ان العمل الجاد والدوؤب لا غيره وتقديم افضل الخدمات هو اقصر طريق الى قلوب الناخبين وصناديق الاقتراع .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك