المقالات

ديالى... نزيف مستمر وتضحيات لا تتوقف

508 11:17:00 2012-11-19

حيدر عباس النداوي

لم تتعرض محافظة من محافظات عراقنا العزيز الى الاغتيال والقتل والتهجير كما تعرضت وتتعرض له مدينة البرتقال والجمال والانهار والبساتين ولم تعاني محافظة من استمرار مسلسل التفجير والتفخيخ مثل ما هو في محافظة ديالى لاسباب مادية ومعنوية وجيولوجية وطبوغرافية فكانت ديالى ممرا ومنطلقا ومسكنا للزرقاوي ولعصابة القاعدة ولدولة العراق الاسلامية للقيام بجرائمهم التي تتوزع على التهجير الطائفي والقتل على الهوية وتفخيخ المنازل والسيارات والقصف بالهاونات فاستحقت بهذا الانفلات الامني وهذه الفوضى ان يطلق عليها مدينة الارهاب.وما يجري في ديالى صورة مكبرة لما تريده العصابات الاجرامية واتباع دولة العراق الاسلامية من احداث للفوضى وقتل كل مخالف لتوجهاتهم وهذا ما يتم ملاحظته بوضوح مع كل مواسم الاحزان والاحتفالات وخاصة في شهر محرم الحرام وفي ايام الاعياد الدينية لذا فان على ديالى وخاصة مناطق معينة ان تستعد لدفع ضريبة الايام القادمة وكما يحدث في كل عام ،بل ان العصابات الاجرامية لم تتوقف في يوم من الايام عن استهداف الابرياء، وما تفجير الخالص قبل يومين الا استمرار لمسلسل القتل والتدمير واحداث الفوضى والقادم ربما يكون اسوء اذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة من قبل القوات الامنية المتواجدة في المحافظة.ومن المثير والغريب ان تعجز الحكومة المركزية والمحلية وعلى مدى السنوات الماضية من فرض هيبة الدولة والقضاء على المجاميع الارهابية وتطهير المحافظة من الزمر البعثية والصدامية الاجرامية بل ان المحافظة لا زالت تمثل الخيار الاصعب والتحدي الاكبر لقدرة الدولة على ضبط الاوضاع الامنية وتحقيق الاستقرار وقد يكون من اسباب عدم استقرار المحافظة امنيا هو تفشي حالة الفساد المالي والاداري في صفوف الاجهزة الامنية وخاصة القيادات العليا واختراقها من قبل المجاميع الارهابية وكذلك وجود أجندات تأتمر باوامر جهات ارهابية او دول اقليمية لها دور في صنع القرار في المحافظة اضافة الى وجود حواضن لم يتم القضاء عليها حتى هذا الوقت وكذلك وجود امتدادات للمحافظة مع مناطق لا زالت هي الاخرى مصدر للارهاب والارهابين كما تلعب العوامل الديموغرافية والجيلوجية إضافات مؤثرة في انتشار وتواجد التنظيمات الارهابية.ان الحكومة المركزية لا زالت لم تهتدي الى طريق البرتقال في مدينة الحسن والجمال وعليها ان لا تضيع الكثير من الوقت لان اضاعة الوقت ستؤدي الى نزف مستمر في جسد ابناء ديالى الشرفاء ويمنح العصابات الارهابية فرصة مضاعفة للاستقرار وتاسيس امارة دولة العراق الاسلامية التي بدأت بوادرها تظهر بوضوح في عدد من مناطق المحافظة الاسيرة وكلما تاخر الوقت تكون ديالى قد تحولت الى قندهار او محمية تابعة لاحفاد الزرقاوي وبن لادن وعندها سيتضاعف عدد الارامل والايتام.ان الجهات الامنية وخاصة وزارة الدفاع والداخلية معنية قبل غيرها بايجاد الحلول السريعة لمعالجة الخروقات الامنية المتكررة في ديالى والتي يذهب بسببها العشرات من القتلى والجرحى يوميا اضافة الى تمدد نفوذ العصابات الارهابية لمناطق جديدة مما يصعب مهمة الاجهزة الامنية في القضاء على هذه الزمر وتحقيق الاستقرار والامن.ديالى تقف على مفترق طريق اما ان يتم انتشالها من العصابات الاجرامية قبل فوات الاوان او الاستعداد لفوضى لن تنتهي الا باحراق كل شيء في ديالى والمناطق القريبة منها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك