المقالات

عبء الفلسفة على واقعة الطف

768 00:00:00 2012-11-19

سامي جواد كاظم

واقعة الطف شغلت ايام التاريخ واخذت حيزا واسعا من تفكير المحب والمبغض وكل يحاول ان يدافع عن ما يدعيه بخصوص الطف ولكثرة التفكير هنالك شريحة منهم وهي واسعة تجر واقعة الطف لتدخلها في حلبة الفلسفة ، وبسبب الفلسفة هنالك من يعقد الامور وهنالك من يبتعد عن اهداف الواقعة وهنالك من يفتح باب لاسئلة تشكيكية تحت غطاء الفلسفة ودراسة ابعاد النهضة الحسينية وهي في واقعها نهضة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا ان الغريب عندما يدخل من يحاول البحث بابعادها في متاهات تقود المبغضين لاثارة الشبهات طبقا للمتاهات التي اختلقها من يعتقد انه يتفلسف لدراسة واقعة الطف .بداية لنطلع على راي الامام الصادق عليه السلام بخصوص الفلسلفة وما الفرق بينها وبين العلم ، يقول عليه السلام:" إن العلم يوصل المرء إلى نتيجة واقعية حتى ولو كانت صغيرة ومحدودة ولكنها نتيجة حقيقية فعلا، أما الفلسفة فلا توصله إلى نتيجة ما"، ومن هذا المنطلق ارى واسمع واقرا كثيرا من الدهاليز التي لا تخرج صاحبها عندما يحاول ان يعطي لواقعة الطف جانب فلسفي فانه يعقدها على المحب ويستفاد منها المبغض الحاقد ، وعلى سبيل المثال هنالك من سال تحت عنوان الفلسفة عن اصحاب الحسين عليه السلام، هل فعلا أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا يفضلون الموت في سبيل الحسين عليه السلام على الجنة؟ وجاءت الاجابة بالرغم من انها مسندة بالاحاديث الا ان التفلسف بها قادها للمتاهات فالاجابة كانت "إن أصحاب الحسين كانت لهم مراتب مختلفة فبعضهم كان يقاتل طمعاً في الجنة وبعضكم كان يقاتل حباً للحسين، فمثلاً زهير بن القين قال للحسين والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله يرفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك لفعلت ، وقال مسلم بن عوسجة والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أحرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك.فمثل هؤلاء واستعدادهم بهذا المقدار لابد أن يكون قتالهم حبّاً للحسين (عليه السلام) لا طمعاً في الجنّة بينما كان بعض الأصحاب يقول: (ما هو إلا نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين.) فمثل هذا لعله كان يقاتل من أجل الدخول في الجنة. بينما كان بعض يصدح بطلب الجنة فيقول الحسين لجون مولى أبي ذر: أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقتنا، فقال يا ابن رسول الله إنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم والله ان ريحي لنتن وأن حسبي لئيم ولوني لاسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي".اقول ما الفائدة من هذه الاجابة فالذي يحب الحسين والموت من اجل الحسين لان الحسين هو حجة الله على الارض وهو يحمل رسالة محمد للدفاع عنها فلولا هذه الصفات لما احبوا الحسين والذي يريد الجنة فانه طالما فكر ان الدخول الى الجنة يكون عن طريق الحسين حتى ولو كان الثمن روحه فان هذا التفكير يكفيه انه فكر بالامام الحسين هو طريق الجنة ولو تخاذل عن نصرته لقاد نفسه الى النار وكلتا الحالتين هي ممدوحة ، والاروع ما موجود في اصحاب الحسين عليه السلام انه لا يوجد بينهم مرائي لانه يعلم ان طريق الحسين هو النهاية الدنيوية وقد اشار لهم الحسين بذلك وطلب منهم الرحيل وتركه الا انهم ابوا ترك الحسين فاي قيم هذه التي يحملونها هؤلاء الاصحاب فمهما تكن الدوافع فكلها في طريق واحد ولا ربط بينها وبين تقسيم العبادة من وجهة نظر الامام علي عليه السلام لان تبعيات العبادة ليس اثرها مباشر بعد تصنيفها اي في حالة اقامتها لاي وجه كان اما واقعة الطف فمهما كانت نوايا الاصحاب فثمنها الرحيل عن الدنيا والروح هي اغلى ما عند الانسان فطالما انهم بخسوا بها في هذا الموقف فهذا يمنحهم رتبة مهما تفلسف المتفلسفون لدراسة ابعاد العمق الايماني لهؤلاء الافذاذ فان عقولهم ستبقى في حيرة من امرها لما يستجد لها من مفردات فلسفية بحقهم

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــد مغير
2012-11-19
جاء رجل الى السيد محمد بن الأمام علي عليهم الصلاة والسلام المعروف ( محمد أبن الحنفية )بعد حادثة الطف وكان متألما ً لأنه لم يلحق بالحسين ليؤدي الواجب الألهي لنصرة الحق . فأجابه السيد محمد أبن الأمام أمير المؤمنين _ ماذا تقول , والله كنا نعرفهم بأسمائهم . لقد كان أصحاب الأمام الحسين عليه الصلاة والسلام صفوة مختارة زرع الله في قلوبهم القوة في الأيمان والقوة الجسدية . وهم خير الأصحاب والسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا في سبيل الله ويم يبعثون وهم خير البرية . والسلام على الأخ سامي جواد مع المحبة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك