المقالات

«تعقّل» سعودي بين حربين! ... بقلم خليل حرب * كاتب ومحلل سياسي لبناني

697 21:54:00 2012-11-17

 

المقالات / وكالة أنباء براثا

كتبت صحيفة السفير في موقعها على الانترنت مقالا بقلم خليل حرب انتقدت فيه كلام الملك السعودي حول اعتماد "الحكمة والتدبر" في ما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي على غزه في الوقت الذي اسفر فيه هذا العدوان عن عشرات الشهداء ومئات الجرحي بينهم العديد من النساء و الاطفال.

وفيما يلي نص المقال ..

الكلام المنسوب الى الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز حول «إحكام العقل» في لحظة فداء الدم الفلسطيني، يصلح ان يكون صادرا عن... ملك السويد.

بإمكان السويد التكلم بترف فكري لانها منذ العام 1814 لم تنخرط في نزاعات مسلحة وصارت الدولة الاكثر حيادية في العالم.

بإمكان دولة كهذه، الخروج بكلام كهذا، وان تقول في ما قد تقول كلاما عممته وكالة الأنباء السعودية، بانه «لا بد من تهدئة الأمور وإحكام العقل والا يغلب الانفعال على الحكمة والتدبر».

يعيدك الكلام الملكي السعودي سريعا الى البيان الشهير خلال حرب تموز العام 2006. فما ان اندلعت الحرب حتى نقلت الوكالة السعودية بيانا صادرا عن «مصدر مسؤول» يقول ان المملكة ذاتها، «تود ان تعلن بوضوح انه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة»، قبل ان يمنح «المصدر المسؤول» ما يشبه الضوء الاخضر لاسرائيل لمواصلة الحرب عندما قال ان «الوقت قد حان لان تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة وان يقع عليها وحدها عبء انهاء الازمة التي أوجدتها».

هل من محاسن حظ الفلسطينيين ان مستوى التخلي السعودي عنهم كما يبدو من بيان الوكالة السعودية، يظهر كأنه اقل مما كان مع اللبنانيين في بيان حرب تموز؟ ومهما يكن، فان النتيجة تعكس مشهدا واحدا: شقيق على وشك ان يذبح وملك يراهن على «الحكمة والتدبر». لكن السؤال هو ممن؟ حكمة من؟ وتدبر من؟ الفلسطيني واللبناني؟ ام العدو التاريخي والمحتل؟ القاتل؟ أم المقتول؟ الرهان على تعقل من عندما يأتي الغادر ليقتل كبيرا كأحمد الجعبري؟

المملكة ذاتها، وفي خلال اقل من 4 اعوام، تفلتت من الحكمة والتدبر. دخلت حربا ضد الحوثيين، افقر قبائل الجزيرة العربية، ثم تدخلت عسكريا في البحرين لحماية نظام الملك الشقيق في مواجهة اكثر شعوب الخليج الفارسي تواقا للعمل السياسي. وعندما نظرت الى أزمة سوريا، اكتشفت ان هناك شيئا سحريا يسمى «حرية»، فأمعنت في تسليحها.

في عالم «افلاطوني» يجوز ان يقال ما قيل في البيان الملكي حول فلسطين. بإمكان الملك، أي ملك، او زعيم او مسؤول، ان يحكم عقله ويناشد الآخرين ان يحكموا عقولهم.

لكن الملك ليس فيلسوفا، ولا كان افلاطون ملكا، وعالمنا ليس مثاليا ... يا «صاحب الجلالة»!!

14/5/1117/ تح: علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك