المقالات

نجوع الشعب ............حتى لا يسرق المسئول !!

565 18:25:00 2012-11-12

باقر العراقي

يحكى ان حاكما لأحد المدن في العهد العثماني كان يشكو من سوء خلق اولاده بعد ان اشتهروا امام الناس بالسكر والتسكع ليلا في الشوارع ، وهم يحذون بذلك حذو ابيهم الذي يعمل هذه الامور لكن في الغرف المظلمة ليحافظ على هيبته امام الناس ، وبعد أن استعصى الأمر عليه أرسل طلبا مبطنا بالتهديد إلى أصحاب الحانات وباعة الخمر في المدينة لكي يرحلوا عن المدينة ، والا سيريهم الويل والثبور ، لأنهم سبب إفساد اولاده وليس قدوتهم وحاكم مدينتهم .

كذلك قصة أخرى من موروثنا الشعبي تتحدث عن راعي جاموس يترك جواميسه ترعى داخل الأراضي المزروعة بالقمح والشعير ، ولما طالبه احدهم بالسيطرة على دوابه ، قال لهم كلمته المشهورة والتي بقيت مثلا على مدى الدهور ( شيل كاعك عن دوابي ) أي ارحل أنت وأرضك عن جواميسي ..

مرة أخرى تبدأ معركة جديدة بين فقراء الشعب وحكومتهم المنتخبة والتي من المفروض انها خرجت من رحم معاناتهم ، إلا أنها هذه المرة اتسمت بطابع آخر غير المعارك السابقة ولو أنها تسير على نفس الطريق وهو طريق آفة الفساد والتي ابتلى بها مساكين الشعب ليكونوا أول المتضررين والمسئول هو المستفيد الأكبر .

هذه المرة وضعت مشاعر الناس ومشاكلهم وهمومهم التي تهم لقمة عيشهم جانبا ، وأتخذ القرار بإلغاء البطاقة التموينية التي يعيش عليها غالبية أبناء الشعب ، فلو عدنا إلى الثوابت والمتغيرات لوجدنا أن الثوابت وهي المبادئ الأساسية وهناك متغيرات ممكن تغييرها في أي وقت وفقا للظروف الآنية والمستقبلية وما يتطلبه تأصيل المبادئ الأساسية وللأسف اتخذ القرار عن طريق اللاوعي ، وليس لحل مشكلة وإنما إلغاء مشروع يعيش علية الناس بسبب مشكلة حكومية اسمها الفساد ، وهذه قمة الكوارث الإدارية في التاريخ السياسي ..

أيام الحصار كان الفساد في الوكلاء الموزعين والآن الفساد في المؤسسة العليا ، وبالتأكيد لو كان لدينا ذرة من لب عقل بشري لعرفنا ان وراءها مسؤول والذي طالما يتذرع ويتلوى ويرجع الأمور إلى الفساد المسكين متلاعبا ومستخفا بعقول الملايين الذين ربما وحسب رأيهم يستحقون هذه القرارات الجائرة لأنهم هامشيون ولا يستحقون إشراك مسئولي الحكومة في تفكيرهم لحظة تصويتهم على هذا القرار .

فهل إلغاء القرار بعد يومين يشفع لهم بأنهم عادوا الى التفكير الواعي ام هناك أسباب أخرى تدعوهم إلى مثل هذه الأفعال ؟ أم أن حكومتنا اكتشفت نظريه جديدة اسمها ((نجوع الشعب... حتى لا يسرق المسئول ))؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك