المقالات

الجفاف يغزو أرض الرافدين !

531 13:18:00 2012-11-08

لطيف عبد سالم العكيلي

يبدو ان مشكلة الجفاف التي خيمت في السنوات الاخيرة على فضاءات اغلب مناطق البلاد بدأت معالم اثارها المستقبلية تظهر في افق كثير من مدننا في ظل قلة تساقط الأمطار وانحسارها ببعض المواسم ،اضافة الى انخفاض مناسيب المياه في الأنهر العراقية الى معدلات غير قادرة على سد حاجة المزارعين الذين ما يزالون يعتمدون الاليات القديمة في فعالية الارواء . ويشير كثير من الباحثين والمختصين بالشأن الاقتصادي الى المشاكل الكبيرة التي خلفتها ظاهرة الجفاف التي ضربت البلاد في المدة الماضية ،بالنظر لتسببها بخسائر كبيرة تحملها الاقتصاد الوطني في أعقاب هجرة مئات الالاف من المواطنين لمزارعهم الى جانب الاضرار الكبيرة التي اصابت الثروة الحيوانية وما تحملته البيئة العراقية من مشكلات اسهمت بتصدع صحة المجتمع .وبصورة عامة لم تتمكن الجهات المعنية بموضوع الجفاف من مواجهة مشكلة التصحر في المناطق التي طالت اراضيها هذه الظاهرة بما ينسجم واهميتها المتمثلة بانعكاسات اثارها السلبية على اقتصادنا الوطني واستقرار ورفاهية المجتمع الذي يعد احد ابرز مقومات البناء الاجتماعي بسبب اقتصار برامجها على فعاليات خجولة لا تتعدى اقامة المشروعات البسيطة التي من شانها الإسهام بشكل نسبي في اعانة الفلاحين على الاستمرار بامتهان الزراعة ،مثل حفر الابار الارتوازية والعمل على انشاء بعض الاحزمة الخضراء وزراعة النباتات الرعوية في بعض مناطق التصحر لغرض المعاونة في تثبيت التربة . وقد افضى هذا الواقع الى زيادة مخاوف بعض الحكومات المحلية من خطورة تداعيات ظاهرة التصحر في القادم من الايام التي ربما حملت في رحمها مصاعب لا يمكن تجاوزها بما متاح من امكانيات ،وتصديقا لما ذهبنا اليه اجد من المهم الاشارة هنا الى ما اعلنته حكومة نينوى المحلية في النصف الثاني من هذا العام على لسان محافظها اثيل النجيفي عن مخاوفها من حيثيات هذا الواقع ومحذرة في الوقت ذاته من كارثة بيئية جراء مشكلة التصحر التي تشهدها المحافظة . واستنادا الى ما اعلنه النجيفي ،فان مساحة الاراضي الزراعية المعرضة للتصحر تزيد على اربعة ملايين دونم من الاراضي الزراعية وهي آخذة بالزيادة كل سنة ،منتقدا في الوقت ذاته بطء عمل الجهات المختصة في مواجهة مشكلة التصحر على الرغم من كثرة المخاطبات المتعلقة بموضوع انقاذ ما يمكن انقاذه من الاراضي التي تعرضت الى التصحر . ويمكن القول ان النقص الكبير بمواردنا المائية واثار التغيرات المناخية التي تلمس المواطن جانبا من انعكاساتها بارتفاع درجات الحرارة في الاعوام القليلة الماضية ،اضافة الى اخفاق إدارة المياه في رسم سياسات استراتيجية بوسعها المحافظة على مخزون من المياه يلبي حاجة البلاد تشكل ابرز العوامل التي اسهمت في تنامي مشكلة التصحر وتفاقم اثار الجفاف ،وفي مقدمتها المخاطر البيئية الخطيرة التي ماتزال تعصف ببلاد الرافدين .• المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك