المقالات

لماذا الغدير أفضل الأعياد وأشرفها وأعظمها حرمة ؟؟؟

3397 13:38:00 2012-10-30

محمد مكي آل عيسى

لقد وردنا عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أن عيد الغدير من أفضل الأعياد وأعظمها حرمة حيث روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه إنه قال رسول الله (ص): يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي.وهو تصريح بالأفضلية و في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) حينما سُئِل: هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة، قال الراوي: وأي عيد هو؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله (2) أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه، وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة، قال الراوي: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم، قال: الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) والصلاة عليهم وأوصى رسول الله (ص) أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتخذ ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً.وهنا يبين أنه أعظمها حرمة وقد سئل الإمام الصادق (ع): هل للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة؟ قال (ع): نعم، أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة.وهنا يضيف الشرافة فوق الفضل وعظيم الحرمة.وفي حديث أبي نصر البزنطي عن الرّضا صلوات الله وسلامُه عليه انّه قال: يا ابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام)فانّ الله تبارك وتعالى يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومُسلمة ذنوبُ ستّين سنة، ويعتق من النّار ضعف ما اعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لاخوانك العارفين، وأفضل على اخوانك في هذا اليوم وسُرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة، والله لو عرف النّاس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات.وهذا الحديث لا يختلف عن ما سبقه حيث أنه ضمنا يعترف بالأفضلية من حيث المقارنة مع شهر رمضان وليلة الفطر وليلة القدر.وهنا تصبح الأجابة على سؤالنا ضرورة ملحة فما الذي كان لهذا العيد حتى صار أفضل الأعياد وأعظمها وأشرفها ؟!!!ولكي نجيب على هذا السؤال لا بد لنا أن نفهم فلسفة العيد وما هو العيد؟؟تختلف الشعوب بأعيادها فيختار كل شعب يوما من الأيام ويكون لهذا اليوم إرتباط بحدث محبوب على قلوب أبناء هذا الشعب فيحتفلون في ذلك اليوم ويعتبرونه يوم سعادة وسرور .أما المسلمون فقد تركوا أمر الإختيار لخالقهم وبارئهم ليختار لهم أيام سرورهم وفرحهم.ولأن الله عز وجلّ يريد أن يربي الناس ويحقق لهم كمالهم وسعادتهم الحقيقية فقد جعل سرورهم مرتبطا برضاه عنهم , فالعيد عند المسلمين هو يوم يعود الله فيه عليهم بالرحمة لذا هو يوم سرور حقيقي لأن فيه نوال للرحمة الإلهية والتي تختلف نوعاً وكما ً.فيوم الفطر ويوم الأضحى ويوم الجمعة أيام يرضى الله فيها على عباده وينشر لهم من رحمته فهي أعياد لهم .لكننا لو تأمّلنا أكثر , لوجدنا أن يوم العيد يوم مرتبط بتكليف معيّن يقوم المسلمون به فيكون بعده العيد فما إن ينهي الصائمون صومهم إلا وكان بعدها عيداً , وما إن ينهي الواقفون في عرفة وقفتهم حتى يليها العيد , وهذه هي سنة الله في المكافأة والمجازاة .وإذا ما تطلّعنا لعيد الغدير لوجدنا أنه عيد إرتبط بتكليف أيضا حيث أن الرسول الأكرم في يومها وبعد خطبته الشهيرة أمر جميع المسلمين العائدين من الحج بمبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) على أنه أولى منهم بأنفسهم وهو تكليف ليس بالهيّن أن تولي غيرك أمر نفسك .فلقد أصبح علي بن أبي طالب (ع) أولى من المؤمنين بأنفسهم .فبيت المال سيكون بيده وأمور الدولة السياسية بيده وأمر القتال والحرب بيده وأمر الدين بيده .وعدالة علي (ع) وحزم علي (ع) لم يكن يرتضيها الكثير من المسلمين لكنهم قاموا بالتكليف وبايعوا علياً (ع) فإستحقوا أن يعود الله عليهم بالرحمة ويكون الغدير عيدا لهم , وكذلك نحن فاليوم عندما نتولى علياً ونثبت على هذا الولاء في كل سنة في هذا اليوم ونمتثل لأمر رسول الله ص فإننا نستحق العيد ويكون الغدير عيداً مرتبطا بتكليف شرعي كباقي الأعياد .أمّا أفضلية هذا العيد على باقي الأعياد فتتمثل بكون أن التكليف المتعلق بهذا العيد يختلف عن التكليف المتعلق بغيره من الأعياد ....فالصوم مثلا يستغرق ثلاثين يوما من السنة وينتهي , والحج يستغرق بضع أيام وينتهي , لكن الولاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يستغرق العمر كلّه فعلى المبايع الموالي أن يستقر في هذه البيعة ويبقى ثابتا على الولاية طول عمره .وليس ذلك بالأمر اليسير فنحن لم نرَ مسلما حورب لأنه صام أو حج لكننا رأينا الآلاف من الناس تقتل لكونها على خط علي بن أبي طالب ع وما زلنا نرى ذلك رأي العين ويصرح بها أعداء علي (ع)لذا فتكليف البيعة لعلي (ع) قد يخسر به الإنسان دمه وحياته ومنزله وأسرته فهو أشد تكليف لذلك كان عيده أعظم وأفضل وأشرف عيد.وهنيئا لكل من إحتفى بهذه الذكرى وإحتفل بهذا العيد وثبّت بيعته وولاءه لولي الله علي بن أبي طالب (ع) وله من الله أن يعود عليه بالرحمة والسرور في الدنيا قبل الآخرة .والله العالم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أحمد ثائر محمد
2012-11-01
السلام عليكم أستاذنا العزيز ما شاء الله موضوع رائع وفكره رائعه وقيمه تشكر عليها أستاذنا العزيز بأنتضار جديدك
زيــــد مغير
2012-10-31
أجمل التهاني والأماني الى موقع براثا والأخوة كتاب الموقع وقراءه . والى أخي محمد مكي آل عيسى وأخي الدكتور وليد البياتي وأخي الدكتور يوسف السعيدي ووفقنا الله لمحبة محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام ودمتم بألف خير .
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-10-30
الاخ الاستاذ محمد مكي آل عيسى الموقر تقبل الله اعمالكم احسنتم ففي الغدير تم تحقيق مفاهيم الولاية الالهية ومعاني خلافة الانسان على الارض. وكمال الدين وتمام النعمة. تبريكاتنا بعيد الغدير الامجد. أ.د. وليد سعيد البياتي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك