المقالات

الإستعمار الداخلي للأغنام..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

568 09:59:00 2012-10-19

ربما يبدو العنوان مستفز قليلا، وهو يستفز بصفة خاصة أهل الحكم..لكننا وقد أمضينا كل عمرنا الإفتراضي تحت نمط من الحكم المركزي لا نعلم سببا لقبول آبائنا وأجدادنا به، اللهم إلا لأنهم مغلوبين على أمرهم، راضين بمن حكمهم بهذا النمط من الحكم  وفقا لعقيدة القسمة والنصيب التي تزوجت بها جدتي بجدي وأمي بأبي، وزوجتي بأنا! ـ أرجوكم لا أحد يخبرها فأنا كما أخبرتكم سابقا أخاف إثنين: الله جل في علاه وزوجتي، وزوجتي أخافها أكثر من خوفي منه تعالى، لأنها شديدة العقاب بينما ربي الذي خلقتي غفور رحيم، ومع ذلك فأنا أفضل حالا من الساسة الذين يخافون زوجاتهم فقط، ولا يخافون الله الذي يرى ما يأفكون كل لحظة! ـ 

في هذا النمط من الحكم، المركز مُهيمِن على ثروة الدولة وسُلطتها، وجهاز الدولة ومؤسساتها، وكان المركز والى حد ما لما يزل مزيفا لهوية الشعب، وفارضا لثقافته على الجميع، معيدا إنتاجها فيهم، فهو يتصرف في مكونات الدولة تصرف المالك، متّبعا سياسة قوامها حد أدنى من الخدمات مقابل منحنا "شرف" المواطنة والتبعية!

وظل هذا المركز مستعمرا للشعب يَحكُم ويتحكّْم ويُكرِس نفوذه ويوطِّد سطوته من خلال عاملين، الأول هو القوة التي يمتلكها متمثلة بالعسك رالذين استخدمهم كأسوأ ما يكون الاستخدام والاستغلال، والثاني هو الثروة الوطنية التي حولها ملكا عضوضا لتثبيت أركان سلطته، ولإطعام ذاته وتنميتها وتقويتها..ولمحاربة القوى المناهضة له التواقة الى التحرر من سلطته، بوضعها خارج سياق الدولة، وتغريبها بضرب بؤر الوعي التي ترفع رأسها ضد سياساته، وقمع وإبادة من يناهض أو يقاوم تلك السياسات..والأمثلة في تاريخنا القريب والبعيد أكثر من أن تحصى: الشيعة في الجنوب والكورد في الشمال، والفيليين من الكورد أكثر لأنهم كانوا من الأثنين!!..

ورغم أن الجميع يعلمون مسيرة ومصب هذا الاستغلال وتوظيف السلطة المُدمِر، لكن يجمُل تناول الأمر من خلال عناوين جانبية محددة مرتبطة بفترات زمنية أو أحداث سياسية.. وظل المركز يمارس العبودية السياسية والاستغلال الوطني العاطفي، للذين لم يستفِيقوا من أثر شعارات مُشبَّعة بمخِدر أنه المحور الأوحد للتماسك الوطني، عبر ترويجه الدائم لهلامية معدومة الملامح لإقامة دولة العنقاء والغول..!

مثل هذا الشعب المُقيّد والمُقعَّد بخرافات هلامية وقيود من صُنع المُستغِلين في المركز لن يتقدم قيد أنمُلة. لأن مزاج المركز ورغبته لا تمُتُ إلى نبض الشعب بصِلة، ولأن قضايا الشعب الوطنية مرتبطة بثلاثية قوامها الحرية والخدمات والمشاركة بحكم البلاد، وبتعريف هوية واقعية واضحة للدولة، وبالتوزيع العادل للثروة، وإنهاء مشاكل الإقصاء الثقافي..

كلام قبل السلام:المركز هو العُشب الملوث بالدم والذل الذي يقدمه لشعب إعتقده شعب من الأغنام...

سلام....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2012-10-20
الأخت الصابرة المحتسبة العراقية المسلمة الموالية لأهل البيت الكردية الفيلية زهراء محمد يرونه بعيدا ونراه قريبا..! إنه الفرج يا أخت الشهداء، الفرج آت ومهدينا المنتظر علاماته تطرق إبوابنا ، وساعة الظلم أتت لتملأ الأرض قسطا وعدلا.زأكملفي صبرك وتجملي به، فقد بقي القليل القليل جدا أسأله تعالى أن يزن صبرك حسنات ويلحق بالصالحين والصالحات، أشكر مرورك الكريم وتنمياتي بالتوفيق لك ولكل أحبتي الكورد الفلييين، فليس أقرب الى قلبي منهعم أحد...
زهراء محمد
2012-10-20
نعم ياسيد قاسم العجرش: كلماتك هي كلماتي ...اتمني ان يقرئه اكبر عدد من رواد البراثا او بالاحرى ساسة عراق اليوم(ساسة القد ر) .. أقول لابد ان يأتي يوم جديد وحتما سيختلف عن البارحة... وحتما بعد مطر ستشرق الشمس... شهر اكتوبر من اقسى الشهور على قلبي فيه الكثير من الذكريات المؤلمة ... هجرت الى المنفي وكان آخريوم وشهر وسنة رايت احبتي ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك