المقالات

الدراسات العليا وأمزجة بعض المسؤولين / محمد السراج نموذجا

1129 20:56:00 2012-10-11

جمعة العطواني

عجيب ما يجري في وزارة التعليم العالي من معايير ، فضلا عن مزاجات شخصية لاتعبر عن معايير علمية في المفاضلة ، وان وجدت فهي الاخرى تخضع لنفس الامزجة ، هذه الامزجة لازالت تحمل فكر النظام السابق بكل تجلياته ، كيف لا وبعض قيادات التعليم العالي تمثل رواسب النظام البائد ، مع فارق بسيط هوان هذه الرواسب قامت ب( التختم باليمين وتعفير الجبين والجهر باسم المظلومية والدين).

كانت الشروط المطلوب توافرها في المتقدمين للدراسات العليا لهذا العام قد نشرها الموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وقد اسبشرنا خيرا نحن الذين حرمنا لسبب او اخر من عدم اكمال الدرسات العليا في زمن النظام المقبور ، عندما فتحت الوزراة باب النفقة الخاصة للذين تجاوزت اعمارهم الخمس واربعين عاما ، ويمتلكون مؤهلات تساعدهم على ذلك . لذلك قدم العديد من موظفي الدولة وغير الموظفين ملفاتهم الى الكليات والجامعات المنتشرة في ارض الله الواسعة في العراق.

وبعد الامتحان الشامل الذي لاينجح به الكثير وفقت في النجاح فيه ، وكذلك كان معدلي يساعدني على التنافس ، لان النفقه الخاصة مستثنى اصحابها من العمر والمعدل ، فاغلب اصحاب المعدلات الضعيفة يتقدمون على النفقة الخاصة ، وعندما كان معدلي 78،13 في الدراسة الجامعية من جامعة بغداد ، وكذلك نجاح جيد في الامتحان الشامل ، اخبرت من قبل الكلية ان اهيء نفسي للدوام لاني من القلائل الذين تتوافر فيهم شروط القبول .

الا ان المفاجئة جاءت من الدكتور مجمد السراج ، ويعرف جميع الاساتذة في الجامعات ماذا كان يعمل في الجامعات قبل سقوط النظام ، وسبحان من غير الوجه الناعم الحليق الى ذلك الرجل الذي امتلات يداه بمحابس العقيق !، على اية حال جاءت المفاجئة الى كلية الاداب/ الجامعة المستنصرية قبل غيرها على قرار (السراج) بعدم استثناء الموظفين من العمر حتى من كان منهم على النفقة الخاصة !

شددت رحالي للوصول الى مكتب السراج ، وبعد التوسط والاتصالات مع مقربيه وصلت الى ذلك المكان ، الذي وجدت فيه ما لم اتوقعه ، ولا اعرف هل يوجد مثله في مؤسسات الدولة الاخرى ؟ فموظفات السراج يجبن عن كل عشرة اسالة بجواب واحد! وينظرن بعضهن الى( المراجعين) بطرف عين ، وعليك ان تجلس هادئا ووديعا وانت تنظر الى مكتب اولائي الموظفات وهو يعج بالاكلات السريعة ، والشاي الساخن ،والمزاح طيلة وجودك بانتظار فرج اللقاء بالسراج ، وبعد ان اخذنا درسا عمليا بالصبر والطاعة في الانتظار ، دخلنا الى الدكتور محمد السراج ومعي مجموعة من المراجعين ، وعندما بدات بالحديث عن قضية التقديم على النفقة الخاصة قاطعني بلغة المتعالي ، وقال بالحرف الواحد ( تعال من الاخيرلان ماعندي وقت ) اتمنى ان يكون فعلا مشغولا طول الوقت بقضاء ( حوائج المؤمنيين ) جئته من الاخير فقاطعني مرة اخرى ، وقال لي كم عمرك ؟اجبته خمسون عاما .

اجابني بلغة المتشفي والواثق من نفسه قائلا : اسمع انك لن تقبل في الدراسات العليا الى يوم القيامة !!اتصور لو قابلت الطاغية صدام حسن في زمن عنجهيته لقال لي ، انك لا تقبل في الدرسات العليا مادمت رئيسا للعراق ، اما الحديث بلغة ( لن) التي تفيد التابيد ، ويوم القيامة الذي لايعلم به حتى الراسخون في العلم وليس مدير في التعليم العالي !.فلايقولها الا علام الغيوب ، وبخاصة ونحن نمر في كل يوم بقرارات مختلفة ، ففي كل عام قرار، وفي كل عام استثناء.

قلت له انتم وضعتم شروط وقراها المريدون للتعليم العالي ، ووجدنا انها تنطبق علينا ، فلماذا لم تضمنو عدم استثناء الموظفين من هذا الشرط ؟ اجاب بطريقة تنم اما عن جهل او استخفاف بالاخرين ،وحسب التعبير الدارج اراد ان ( يلفلف ) الجواب ، فقال عليك انت ان تسال وتعرف بالقوانين قبل ان تقدم ، وعلى دائرتك ان تعرف قبل ان تعطيك عدم ممانعة !

العجيب بكلام ( مدير البحث والتطوير ) انه يريد من المتقدم ان يعرف بكل القوانيين العراقية قبل التقديم للدراسات العليا ، فمثلا اذا عليك ان تراجع دوائر الصحة لمعرفة هل ان هناك مرضا معديا يمنع الطالب التقديم الى الدرسات ، وكذلك تسأل مدير النفوس العامة هل الزاوج من اربع نساء يحرم الانسان من التقديم للدراسات ؟وهل وهل؟ ، ولا تتكفل وزارة التعليم بوضع لائحة الشروط كافة .شكرت الرجل وخرجت ، وكان يتصور ان شكري له نتيجة للمعلومات التي يمتلكها ، بينما كان شكري لانه رسخ قناعاتي بمدى المزاج الذي يحدد مصير ومستقبل طالب العلوم في كلياتنا وجامعاتنا ، واي اجتهادات وعقد نفسية وشخصية قد تتحكم بمصير ومستقبل العشرات ممن يطلب العلم ، فالعام الماضي حصلت توسعة بنسبة 100./. وهذه السنة لم تحصل توسعة ، فحرم من حرم بسبب مزاج او مقترح تقدم به من امثال محمد السراج الى معالي الوزير .

ختاما وجدت ان من قبل هذه السنة من الموظفين ممن تجاوز عمره السن القانوني الذي اشترطه محمد السراج وطبقه على رؤوس المجاهدين الذي تفرغوا لمقارعة النظام البائد ، في الوقت الذي كان يعيش هو منعما مع ( رفاقه) حتى حصل على الدكتوراه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر العراقي
2012-10-13
اخي الكاتب وماذا عن من يتخرجون من الدراسات العليا ولا يجدون تعيينا في دوائر الدولة لانها محجوزة لاقارب المسؤولين وامثالهم من خريجي الابتدائية ؟!؟
التعليم الفاضل
2012-10-12
في أيران التي يزيد جمعها عن الستين مليون لا يزيدون من الجامعات اعتباطا بل ان هناك رقم محدود للجامعات الحكومية لا يصل اليه الا من له رتبة عالية يعني الى حد عدد بسيط من الالاف اما الباقي فلهم حق الجامعة الاهلي او البقاء بدرجة الاعدادية والتي هي عالية قياسا بحجم التعليم الذي ينهلون تعليمنا بحاجة الى انتفاضة فاشل الف بالمئة ولا يصنع وخريج الجامعة هش على كل المقاييس تربية وتعليم ضد المسائي , ضد زيادة كليات اهلية, مع زيادة معاهد المهنية المتطورة حتى تكون ملجا لمن تتوفر لديه امكانات بسيطة علميا .
استاذ جامعي ايضا
2012-10-12
الى زميلي الاستاذ الجامعي، والله ان حب التعلم مقبول ولكن الدراسات العليا نزهة للطلبة وفي ظرف خمسة اعوام سوف تجد العواجيز من الطلبة يحجزون مقاعد الدراسة بنسبة 100% في حين لن تجد من الاوائل من الشباب بينهم والفخر كله للمسائي الذي يضم العقول المتجددة..الكل يتاجر بالمظلومية ومقارعة النظام البائد ولاندري من كتب التقارير التي ارسلت ذوينا الى المشانق ام ان الشهداء هم من كتب التقارير على انفسهم؟؟؟؟؟
أستاذ جامعي
2012-10-11
يجب أن يكون المسلم في حالة تعلم دائم بحسب قول النبي الأكرم (ص) من المهد إلى اللحد "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد". إذا كان هناك هذا لأجل التأكيد فهو يعني أن أي إنسان أعم من الصغير والشاب والشيخ. الرجل والمرأة. يجب عليه التعلم دائماً. وان يشتغل بالعلم دائماً. يكون معلماً ومتعلماً باستمرار.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك