المقالات

بلد في الانعاش ... هلوسة مابعد الفصام /

682 02:10:00 2012-10-01

حافظ آل بشارة

اتحدى كل من يدعي القدرة على رسم صورة دقيقة للمشهد السياسي الحالي للعراق ؟ لا أحد يستطيع ذلك ، هناك فشل في مواجهة الأزمات ، وفشل حتى في توصيف الازمات ، ولو سكت الجميع عن التوصيف ، لكان الصمت ابلغ تعبير عن الحقيقة الخفية ، المشكلة ان هناك حشودا من الشخصيات منهمكة في توصيفات يشطب بعضها بعضا ، المشكلة الثانية ان التوصيفات حافلة بالاكاذيب والمتضادات اللغوية والمجازية والحقيقية ، صور غثيانية تمثل مقلوب الحقيقة ، سيول من الكذب تتدفق كالقيء ، اذا سألت المتحدث عن سبب تمسكه بالكذب يقول لك : هذه سياسة ، يا أخي متى تتعلمون ؟ الطبيب في المستشفى يدعوك الى عيادته ليسرقك ، والسياسي يدعوك الى مكتبه لجلسة فيهديك مجموعة اكاذيب ! ثم يلومك : يا أخي الا تعرفون معنى السياسة ؟ انت متخلف ، انت تريد خطابا سياسيا خال من الاكاذيب ، هذا اسلوب قديم منذ كان الدينار خشبا وكانت الاسعاف بعيرا !... فلت : القيم ثابتة وخالدة ويمكن لتطورات العصر ان تجعل القريب بعيدا والصعب سهلا والحلم حقيقة ولكنها لا يمكن ان تقلب الحق باطلا والكذب صدقا ، قال : (يمعود دروح) ، ازدواجية مشرعنة تؤطر خطاب البعض ، يقولون مالا يفعلون ، يسمون الاشياء بعكس اسماءها وهم يعلمون ومرتاحون وسعداء ، واحد يصرح : على القوى السياسية تحقيق رؤية موحدة لادارة البلد ، صاحب التصريح يعلم انه هدف مستحيل ، ويعلم ان البلد تتقاسم ادارته فئتان متناقضتان فئة تريد البناء ، تقابلها فئة وظيفتها التهديم ، واحد يصرح : تهريب السجناء جريمة بحق الشعب وفساد في القوات المسلحة ، وهو يعلم ان التهريب يجري بصفقات مزدوجة سياسية مالية على اعلى مستوى ، القتلة يجب ان يخرجوا من العراق ليحتشدوا في سورية لتدميرها ثم التدفق على العراق لتدميره ، واحد يصرح : الفساد مرض وبيل ويجب دعم هيئة النزاهة لمواجهته ، وهو أحد الفاسدين ، ويقول همسا : مفوضية النزاهة عش للفاسدين لأن الفساد اصبح تقليدا وظيفيا في البلد ، واحد يصرح : القوات المسلحة ملغومة بالارهابيين والاختراقيين ، وهو نفسه محاط بالارهابين ويعتمد على القتلة في حسم كثير من الملفات ، يعلنونها حربا على فساد العقود الاستثمارية مع ان لهم حصة الاسد منها ، يتباكون على سكان الصفيح وقبل جفاف دموعهم يوقعون شراء ارقى الفيلات والشقق في لبنان وايطاليا واسبانيا واوربا ، احد المؤمنين لص محترف لديه فتوى تجيز سرقة اموال الدولة لانها دولةغير شرعية وان السرقات تحقق عزة االمؤمنين وذل المخالفين ، ويقول ان توظيف الاقارب جريمة وهو يوظف اقرباءه بشهادات مزورة ، هذه تقنية اعلامية راسخة لرسم صورة متناقضة للمشهد الحقيقي ، المستفيدون من الازدواجية حققوا المصالحة والتوازن والوحدة والثقة المتبادلة والتخادم الاخوي ومعاركهم الكلامية لا تفسد للود قضية ، خلف الكواليسس يتعانقون ويضكون ، لابد لهذه اللعبة من ضحية وهي عادة الشعب ، من يقف الى جانب الشعب يقتل ويشيعونه باحترام ، الوحدة الوطنية بين الازدواجيين شطبت اي محاولة للتوصيف الصحيح ، تشويش كامل ، العراق بلد غامض لا هو مقسم ولا هو موحد ، لا هو ديمقراطي ولا هو استبدادي ، لا هو مستقل ولا هو محتل ، لا هو ارهابي ولا هو اصلاحي، لا هو بعثي ولا هو لبرالي ولا هو اسلامي ، بلد ليس له شكل محدد ولا مضمون موحد ... ربما تتغير الامور فنحصل على بلد حقيقي ، حتى ذلك الوقت نتمنى لكم اطيب الاوقات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2012-10-01
السلام عليكم السياسة في العراق اصبحت شطارة والسارق اصبح محترما والقاتل اصبح مسؤولا في الحكومة وبريء والضحية اصبح مجرما منبوذ والقانون اصبح معارفا وعشائر وكتل سياسية والجيوب تملأ بالاموال هدف الناس والنفوس التعبانة ملأت العراق والابرياء في السجون والمجرمين احرار هذا العراق الجديد من ظلم الدكتاتورية الى ظلم الديمقراطية المخربطة الله يسترك يا عراق الله يسترك يا شرفاء العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك