المقالات

المصالح الوطنية وهم ام حقيقة

561 23:43:00 2012-09-28

احمد العسافي

المصالحة الوطنية التي طالما ترددت على مسامعنا من خلال وسائل الاعلام ومن خلال المؤتمرات والندوات التي تعقد من اجلها التي جعلت من الحكومات السابقة الى استحداث وزارة خاصة بها ترعى شؤونها ومن ثم تحولت الى مستشارية نتيجة الترشيق الوزاري الذي طال الوزارة الحالية, عندما يكون مستشار المصالحة عامر الخزاعي فرحا بالنتائج التي حققها كما يدعي, ويحاول ان يسوق الاكاذيب من خلال شخصيات اشبه ما تكون كارتونية لا تمثل الا نفسها باحثه عن ملاذ امن لها من خلال الانخراط في لعبة كتبت الحكومة السيناريو ويحاول الخزاعي اخراجه بطريقة مقنعة والتي يحاول اخراج الحكومة من ازمتها الحقيقية. بالأمس القريب كانت هناك شخصيات سياسية معروفه للجميع ومتهمة قبل الحكومة بتحريضها الطائفي ومساهمتها بأعمال عنف, ناهيك عن قضايا الارهاب وقد صدرت بحقها احكام غيابية نتيجة التهم السابقة, وبين ليلية وضحاها ترفع هذه الاحكام بمسرحية يقوم بإخراجها احد النواب الذي ينتمي الى دولة القانون لتعود مرة اخرى لدورها الذي عرفت من خلاله بالتزمير والتطبيل لصالح الحكومة. قضية اخرى يجب الوقوف عندها, اذا كانت هنالك جدية في التعامل مع ملف المصالحة وتحاول ايجاد حلول حقيقية, ورسم مساراتها على الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم, يجب مد جسور الثقة بين كافة الفرقاء السياسيين والقبول بالأخر ومحاولة ازالة الغموض الذي يحيط ب (الملطخة ايديهم), هذه العبارة التي من الممكن ان تشمل جميع العراقيين بدون استثناء, اذا اردنا من خلالها تسقيط الشركاء والخصوم السياسيين, والسؤال هنا من هم (الملطخة ايديهم) هل هم اشخاص ام جهات سياسية ام طائفيه, يجب ان تكون الصورة واضحة للجميع.في ظل عدم وجود عدالة اجتماعية منهجاً وممارسة سوف يضاف عائق اخر امام اتمام المصالحة, فكيف تكون هنالك مصلحة ويوجد تمايز سياسي وطبقي وطائفي يمارس من قبل السلطة الحاكمة التي تمثل جميع المكونات السياسية, اذا لم تكن هناك عدالة اجتماعية لن تكون المصالحة واقعا حقيقيا, ولإتمام المصالحة يجب توفر نظام قضائي قادر على ضمان حقوق ابناء المجتمع العراقي وان تكون قوانين سارية المفعول وتوفير محاكمات عادلة بعيدة عن التسيس, وان لا يكون هناك احدا فوق القانون وجميع العراقيين تحت سقف القانون ولا يتم تمييز احدا عن الاخر بصفته السياسية او الدينية او الطائفية والقومية. يجب الابتعاد عن محاولة تسيس مشروع لمصالحة لجهة على حساب جهة اخرى, وعدم شمل جهة معينة بالمصالحة واعفاءها من التبعات القانونية حين كانت تعرف من قبل الجميع بتنفيذها النزاع الطائفي الذي حدث في العراق وكانت احد اطرافه, وساهمت مساهمة فعالة, وارتكابها جرائم بحق الشعب العراقي وباعترافات قيادتها بعدما حدث خلاف بينها.اذا كانت الحكومة فعلا جادة في انجاح مشروع المصالح الوطنية فالأولى بهم ان يبدأو بأنفسهم وان تتصالح الكتل السياسية فيما بينها, حتى ضمن الكتلة الواحدة هناك خصومات وصراعات فيما بينها لا تظهر على السطح, تدار من خلف الكواليس, لذا عليهم البدء بأنفسهم, والترفع عن حب الذات والانا والعمل على انقاذ العراق من المستنقع الذي هو فيه, فأن عمليات التزويق والتطبيل والشعارات التي ترافق المؤتمرات والندوات ماهي الا حبر على ورق, ولن بسفينة المصالحة الى بر الامان, الذي على السياسيين جميعا ان يقدموا مصلحة الشعب على مصالحهم الشخصية والحزبية ومن اجل المحافظة على سيادة العراق ووحدته وان نرى المصالحة اصبحت واقعاً ملموساً نعيشه لا وهم نصحى منه بعد اول عملية دهم او اعتقال.

احمد العسافي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك