المقالات

معركة بالذخيرة الحية .....بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي

528 15:24:00 2012-09-26

 

كثير من الساسة الإسلاميين ـ العراقيين تحديدا ـ لازالوا يتلذذون بظهورهم الفارغ في القنوات الفضائية ويتوهمون ـ أو يوهمون أنفسهم ـ أن هذا الظهور هو إنتصار للمباديء التي يعتنقونها، وأن مجرد ظهورهم في الفضائيات سيسقط بالضربة القاضية الفنية القوى المناوئة، وأعني بها أدعياء اليسار والليبرالية الجديدة والفرية المستحدثة التي تسمى الإسلاميين الديمقراطيين!..لهؤلاء الساسة "الإسلاميين" أو بالأصح "المتأسلمين" ليس عندي ما أقوله لهم غير المثل العربي القديم "انج سعد فقد هلك سعيد".. فهؤلاء "المتأسلمين" ونتيجة لمسلكهم الذي لا ينطبق مع الإسلام، صاروا عبئا عليه!، بل هم بالحقيقة سلاح مجاني بيد مناوئي الإسلام، وزد إنهم غدوا من حيث لا يعلمون أدوات سلبية لتخفيض مستوى التدين في الناس وليس لرفع مستوى التدين.. وإذا كانوا يعلمون فهم شركاء من الدرجة الأولى فيما يتعرض له الإسلام من ثلم، أما إذا كانوا لا يعلمون وسدروا فيما هم فيه يعمهون من غي ، فسيأتيهم الدور بعد أن يستنفذ الغرض منهم في تقويض خطوط الدفاع الإسلامي الأولى..

ومن ملاحظة خطابهم فإن جل ما يركزون عليه هو قضية اللغة والهدوء والبعد عن الانفعال، وهي المقدمة الأولى للتنازل في معركة القيم التي يفترض أن يكونوا في خطوطها الأولى إن صح إنتمائهم للحركة الإسلامية النهضوية، لكنهم واصلوا مسلسل التنازلات وكلما قدموا تنازلا ، طولبوا بتنازل جديد، ويوما بعد يوم تحولوا الى هراوات بيد أعدائهم من حيث لا يعلمون!..

وحينما يأتي اليوم الذي سيعلمون فيه أنهم يحرثون واد غير ذي زرع سيندمون، وسيندمون حينها ولات ساعة مندم، وسيقولون:"أكلت يوم أكل الثور الأبيض"!...

إن معركة القيم التي تجري غمارها هنا ليست درساً نظرياً.. ولا وسيلة إيضاح في مدرسة إبتدائية، إنها بالحقيقة معركة عسكرية فعلية بالذخيرة الحية.. وإذا كان على الساسة المتأسلمين أن يفهموا ـ إن كانوا يريدون الفهم ـ إن التيار الليبرالي الذي يمسك بالاعلام ليست قضيته "أسلوب إدارة مؤسسة ما".. ولا شعارات المواطنة والتسامح والمساواة وعدم الاقصاء.. فهذا التيار باختصار "عصابة" لديها مشروع واضح المعالم، خطوته الأولى في هتك البنية الأخلاقية للمجتمع العراقي بحملات إعلامية مكثفة منظمة لم تتوقف عجلاتها عن الدوران، تستهدف دهس وإهانة كل ما يمت الى الدين بصلة أويرعى نشاطاً دينياً..بدءا من التشكيك بدور المرجعيات الدينية ورجال الدين و"العمائم وأهلها"، وإنتهاءا بالنشاطات الجماهيرية الكبرى كالفعاليات الحسينية وزيارات المراقد المقدسة، وتوهين والحط من الروابط ـ والمواكب ومجالس الوعظ والإرشاد، الفتاوى الشرعية، الجمعيات الاسلامية، وحتى أسماء أبنائنا وبناتنا، فزينب صارت سالي ومريم غدت ريتا ومحمد صار عطيل...!

كلام قبل السلام: كلمة الحق تقف دائما في الحلق لأنها كبيرة !!!

سلام....

.............

17/5/926

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك