المقالات

حكومات الربيع العربي سقطت في أول أمتحان

568 08:55:00 2012-09-23

خضير العواد

خرج المسلمون في بلدانهم الى الشوارع متظاهرين ومدافعين عن رسولهم الكريم (ص) بعد أن أساء له بفلم رجل أمريكي من أصل يهودي ، وكانت المظاهرات ترفع شعارات ضد الأمريكان لدعمهم لهذا الفلم ولعدائهم للأسلام ، ولم ينتقد أي شعار أو هتاف للمتظاهرين في جميع البلدان التي خرجت فيها المظاهرات لحكوماتها بل العكس كان أغلبها يرفع أعلام البلاد وتعلن ولاءها للحكام ، ولكن الذي حصل أن جابهتهم الحكومات بوابل من الرصاص والعصيّ وخراطيم المياه بعد أن تعدى بعض المتظاهرين على أبنية السفارات ورشقوها بالحجارة، فقتلت وجرحت وأعتقلت وبعض الحكومات منعت كل المظاهرات ورفضت أن يعبّر الشعب عن رأيه تحت عنوان حماية السفارات والدبلوماسيين ، وجميع دساتير هذه الحكومات تعطي الحق للشعوب بالتظاهر وحرية التعبير وجميع هذه الحكومات تعتنق الأسلام وتنادي بالديمقراطية وحرية الشعوب لهذا أغلبها تدعم التغير في سوريا تحت مسمى حرية الشعوب ورفضاً للقتل الذي يجري فيها ، علماً في سوريا تكالب الأرهاب من أغلب دول العالم بعد أن سهّل أمر نقله وتسليحه أمريكا وهذه الحكومات لينقذوا الشعب السوري كما يدعون من إجرام الدكتاتور بشار ؟؟؟؟ وواجههم الجيش السوري بعد أن عاثوا في مدن سوريا الفساد وقتلوا شعبها من أجل تغير النظام هناك ، وفي المقابل الحكومات قد واجهت شعوبها بالقتل والإضطهاد وهي تتظاهر ضد الأمريكان وفلمهم المسيء للإسلام ولم تحاول أن تهدد أي حكومة أو تهتف بشعار إسقاط النظام بل صرخت بأعلى صوتها مدافعةً عن رسولها الكريم (ص) ، فإذا كانت هذه الجماهير قد خرجت ضد هذه الحكومات فماذا ستكون النتيجة وماذا ستفعل هذه الحكومات إذا كانت مظاهرات ترفع شعار نصرت رسول الله (ص) تجابه بالقتل والأعتقال فإذا رفعت شعار إسقاط النظام فماذا سيكون تصرف مرسي والأخوان الذين أسقطوا حسني لأنه مجرم وقاتل الشعب وماذا ستفعل حكومة النهضة في تونس ورئيسها مرزوق وغيرها من حكوماتنا التي تدعي حقوق الأنسان والتي تكونت تحت مسمى الربيع العربي الذي أسقط الدكتاتوريات ، فإذا كان الأمريكان في عقر دارهم خرجت المظاهرات وحموها بالشرطة وأعطت مطاليبها لممثل الحكومة وعادت بسلام ، فلماذا قامت حكوماتنا التي نتجة من خلال صناديق الأنتخابات والتي تتبنى النظام الديمقراطي وحرية التعبير بهذا القتل أو منع كل من يخرج متظاهراً ضد الأمريكان الذي أساءوا بكل جرأة لنبينا المختار (ص)، فألديمقراطيات التي تبنتها أغلب دولنا التي نشأت من الربيع العربي رجالها تمتلك عقول الأنظمة السابقة وليس عندها لغة للتفاهم مع شعوبها إلا الرصاص أو المعتقلات ، فألديمقراطية التي يتبنون حلوة عندما تخرج من اللسان وقاتلة عندما تواجه الشعوب ، لهذا فأن هذه الحكومات دكتاتوريات بالتطبيق وضد وسائل التعبير وديمقراطيات بالكلام والتنظير ، لأن الديمقراطية ثقافة وتطبيق وليس كلام وتهريج وما مظاهرات الدفاع عن رسول الله (ص) إلا أمتحان لمن يدعي الديمقراطية وأحترام حقوق الانسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك