المقالات

المحاصصة السياسية ستدمر العراق

661 09:19:00 2012-09-19

خضير العواد

لقد ناضل الشعب العراقي الأنظمة الفاسدة لكي يؤسس نظام ديمقراطي يعتمد على صناديق الأختراع في أختيار برلمانه ومن ثم حكومته ، وبعد التغيرالكبيرفي عام 2003 تفائلنا خيراً في بناء النظام الديمقراطي الذي حلمنا فيه ، ولكن في عام 2005 أثناء تكوّن الحكومة العراقية برز الى السطح مصطلح المحاصصة السياسية الذي على أساسه تكونت الحكومة في ذلك الوقت ، وأصبح قاعدة لتكوّن أي حكومة أو رئاسة أو لجنة لهذا اصبحت المحاصصة من أهم العقبات التي تقف أمام تطور الحياة الديمقراطية في العراق ، لأنها تقف أمام أي استحقاق أنتخابي أو بالأصح تقف أمام أختيار الشعب الذي نتج عن صناديق الأختراع ، أي الشعب العراقي يمارس حقه الأنتخابي ولكن ليس هناك نتائج حقيقية لهذا الحق لأن الحكومة تمتزج بين نتيجة الأنتخابات بأعتبار الذي فاز بالأنتخابات يكوّن الحكومة والمحاصصة السياسية لأن الحكومة تفرض عليه من خلالها ، لهذا السبب نلاحظ تخبط بعمل الحكومة العراقية لأن كل وزير كان له برنامج أنتخابي يمثل قائمته ورئيس الحكومة الذي فاز بالأنتخابات له برنامج أنتخابي أيضاً وهكذا تتضارب البرامج وفي كثير من الأحيان يكون هناك عدم أنسجام في أركان الحكومة بسبب هذه المحاصصة مما يؤدي الى إظهارالحكومة بالضعف وعدم الأنسجام ومن ثم عدم إنجاز المهام الملقاة عليها ويرجع السبب في كل هذا الى المحاصصة ، لقد توغلت المحاصصة في كل مفاصل الدولة وأصبحت حتى اللجان المستقلة لا تتكون إلا وفق المحاصصة ، وهذا ما تكونت عليه المفوضية العليا للأنتخابات والتي نتجت عن وفاق ما بين رؤوساء الكتل ومن ثم تم التصويت عليها وقد توزعوا ما بين أثنين للكرد وأثنين للسنة العرب واربعة للشيعة وواحد للمسيح وبذلك اصبح العدد تسعة ، وحتى إطلاق كلمة مستقلة على هذه اللجنة غير واقعي بسبب الأختيار المسبق من قبل الكتل وهذا يعتمد على الولاءات إن كانت حزبية أوطائفية أو قبلية وغيرها وبذلك أصبحت أهم مؤوسسة تعتمد على مصاديق عملها جميع مفاصل الحياة الديمقراطية تحت رحمة المحاصصة ، وحتى هذه المحاصصة لم تعتمد على شئ واقعي للمحاصصة فلا هي محاصصة طائفية ولا هي محاصصة قومية حتى يتم معرفة النسب التي تمثل فئات الشعب ومن ثم يمكن بناء الحياة السياسية على هذا الواقع ولكن في العراق المحاصصة مابين السياسية والقومية والطائفية ممزوجة جميعها مع بعضها البعض وفي النهاية تأتي نتيجة بأن جميع المؤوسسات لايمكن العمل بها إلا بالتوافق وهذا صعب للغاية مما أدى الى عرقلت كل شئ في العراق ، وما تشريع قانون البنى التحتية إلا أصدق مثال على هذا الإرباك الحاصل بسبب المحاصصة ، هذا المشروع الذي يحتاجه كل بلد قد خرج من الكوارث إن كانت حروب أو زلازل أو فيضانات وغيرها ، وقد تأخرت الحكومة العراقية كثيراً في تقديمه الى البرلمان بسبب حاجة المواطن الشديدة له ولكن تبقى المحاصصة والأنا الحزبية عائق في إقرار هذا المشروع الحيوي لكل الشعب العراقي الذي يحتاج لكل شئ لأن البعثيون والأرهابيون قد دمروا كل شئ فيه ، لهذا فأن المحاصصة السياسية نلاحظها تحاصر الديمقراطية يوماً بعد أخر وتحاول إيقاف مؤسساتها الحيوية التي تعتمد عليها الحياة الديمقراطية ومنها البرلمان الذي لا يكوّن أي لجنة إلا بالإعتماد عليها ، لهذا يجب أن تكون هناك وقفة حقيقية من قبل جميع المثقفين والسياسين في مسألة المحاصصة وخطرها على العملية السياسية برمتها ، وإذا لم تكن هناك أستطاعة في إبعاد المحاصصة عن العملية السياسية فيجب أن تحدد نوع هذه المحاصصة فأما طائفية أو قومية وإلا فأن المحاصصة السياسية تكون مضطهدة للأغلبية وهذا تناقض واضح لقواعد الأنظمة الديمقراطية التي تعتمد على حكم الأغلبية ، وبذلك فأن المحاصصة السياسية إذا أستمرت في العراق سوف تدمر الحياة الديمقراطية وتدمر العراق كبلد له أسم وله تاريخ .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك