المقالات

بوذا.. المحرقة.. المسيح (ع).. الاسلام.. العنف

758 18:54:00 2012-09-16

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

وقف المسلمون -عدا قلة- بغالبية شعوبهم ومفكريهم ودولهم ضد تفجير طلبان تمثال بوذا في 2001. كما حاربوا بجمهرتهم الاعم -رغم بعض المواقف والتنظيرات المضادة- مع الجبهة المعادية للنازية ومعتقلاتها ومحارقها، وقدموا ملايين الضحايا في الجيوش السوفياتية والبريطانية والفرنسية الحرة.. وفي جبهات شمال افريقيا واسيا وبلاد الشام والعراق ...

والبوسنا والهرسك والبانيا. ورغم شماتة البعض، الا ان عموم المسلمين والمسيحيين الشرقيين استنكروا فلم "الاغواء الاخير للمسيح" عام 1988.

بالمقابل عندما يتعرض الاسلام ونبيه الكريم لاهانات واعمال رخيصة باسم الفن والادب وحرية التعبير، كما مع "ايات شيطانية" و"براءة المسلمين" وغيرهما.. فان الادانات لا تأتي الا بعد تظاهرات واعمال عنف وقتل وموت ومقاطعة. على العكس، تمنح الاموال والاجازات.. فيخدم رد الفعل الفعل، ويزداد رواج العمل.. وتتحقق اهداف سياسية لمن يعتاش على التطرف والكراهية والعنف.. مما يفتح شهية طلاب الشهرة والارباح، فيكثرون اعمال الاساءة للاسلام لا يردعهم قانون او ملاحقة، كما هو الحال مع اليهودية واليهود.. فالعنف والربح والدعاية والتعصب والانحياز وعدم المساواة امور تغذي بعضها بعضاً.

لا توجد اوهام ان الاساءة للمعتقدات والرسل هي امور حصلت وستحصل دائماً.. فاول من اساء للرسل وكذبهم هم ابناء قومهم.. فلاحق الفراعنة موسى (ع) واضطهدوا بني اسرائيل.. وصلب اليهود المسيح عيسى (ع).. واضطهدت قريش النبي محمد (ص).. فتاريخنا وواقعنا مليء بالاعتداء والقتل والاساءة والتكفير والكذب على نبينا وأهل بيته والائمة والصحابة.. فلماذا الضجة اذن؟انها رد فعل طبيعي للاقتراب من ميزان اصح للتعامل مع هذه القضايا الدقيقة والحساسة.. ولتحقيق النية الابتدائية الرادعة والفعل الوقائي، والتمييز بين النقاش والبحث الحر العلمي او الفني وبين اثارة الكراهية وتسميم الاجواء.. عندها سنفهم ان تلك الاساءات هي فعل الخارجين والشواذ والقلة.. وان هناك ضوابط وقوانين لردعهم، تتحرك تلقائياً كما عند كل جريمة، فتسحب ذريعة التظاهر والعنف غير الشرعيين. عندها لن نتهم الغربيين بانهم يشجعون صراحة او ضمناً هذه الافعال.. عندها سنحتكم الى معايير موحدة ونتمتع بحقوق متساوية.. عندها سيتمتع الجميع بحرية الرأي واحترام الاخر.. عندها سيمتلك كل طرف منطق عزل المتطرفين والغلاة من صفوفه.. عندها لا يكون العنف المتبادل اداة لمعالجة هذه الامور.. وعندها لن تكون الاساءة والاعتداء العلني والمبطن نمط العلاقة بين الاديان والحضارات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك