المقالات

التفجير افضل من ..؟

578 17:40:00 2012-09-12

احمد عبد راضي

تعج ايام العراقيين بالكثير من الاشياء اللافتة والمثيرة والمشوقة ، كما انها مليئة بالمفاجآت، بكلتي حالاتها السارة والحزينة، ولهذا تجد العراقي منشغل دائما ويفكر بالمستقبل ويتطلع الى الافضل نتيجة هذه الحركة المكوكية اليومية بحثا عن الاستقرار والامن والامان وتوفير لقمة العيش والركض وراء التعيين والركض ايضا وراء سماسرة التعيين الذين هم اكثرهم من (القفاصة) الذين يعملون في وزارات ومؤسسات الدولة بالعلن ولا يجدون من يردعم او (يركعهم جلاق) ويحمي الناس من شرورهم . وفي خضم هذا الركض المتواصل لتسيير الحياة تحدث حالات شبه اسبوعية تكسر هذا الجمود في حياة العراقيين وتغير مزاجهم وتفعل فعلتها بهم الا وهي التفجيرات الارهابية الاثمة التي تطال عشرات الابرياء فتقتل البعض منهم وتجرح البعض الاخر ، وطبعا هذه هي بغية فاعليها من الـ (مجاهدين) الذين رزقهم الله اتباع هذا النهج (المبارك) نهج السلف ونهج ابن باز وعبد الوهاب وغيره من ائمة (الهدى) والتيه والتفجير وسفك الدماء ، وهذه معروفة للقاصي والداني، ولكن الاسوأ من التفجير هو ما يحدث بعده ، فما تتخذه القوات الامنية الوطنية العراقية العسكرية المنسوبة للدفاع والداخلية والشرطة المحلية من اجراءات احترازية وقائية استباقية فردية وجماعية ، تجعل من العيش في هذا البلد المظلوم شبه مستحيل او هو مستحيل فعلا . ولكن العراقيين تعلموا ان يعيشوا ويتأقلموا مع المناخات الكارثية التي تفرضها عليهم الظروف السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية والقبلية والزراعية والصناعية والبيئية، لهذا فهم قادرون على العيش تحت درجة حرارة تصل الى الـ 60 مئوي او رطوبة 80 بالمئة او تحت مستوى سطح البحر بـ 600 قدم او فوقه بـ 7000 الاف قدم ، لكنهم لايستطيعون ان يعيشوا ويكملوا حياتهم المليئة بالمفاجآت وهم يتوقعون الموت كل يوم في تفجير انتحاري يعقبه موت بطيء في نقاط التفتيش الدائمة والمؤقته ونقاط المرابطة والتي يستغرق عبورها من ساعة الى قرن بحسابات الموظف الذاهب الى الدوام او العائد الى عائلته حاملا (علاكة) المقسوم الذي يصبح اغلبه اكسباير لحظة وصوله الى بيته نتيجة توقفه وانتظاره الطويل من اجل العبور الى الضفة الاخرى من الحياة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك