المقالات

معركة الزورة بعد 14 عاماً

859 23:37:00 2012-09-08

بقلم أبو ضحى الغزي

معركة الزورة / ابو ضحى الغزيمعارك الأهوار ( معركة الزورة ) وجهاد المجاهدين ما إن أخذ النظام الاستبدادي الصدامي الحاكم في بغداد يتلقى الضربات الموجعة والتي باتت تقض مضاجعه ، ولاسيما الضربة التي وجهتها المجموعة الجهادية في ( 15 شعبان سابقأ وقائدها سيد حمزة الموسوي) ، لـ ( عدي ) النجل الأكبر لصدام حسين ، أخذ يفكر بشكل جدي لتعقب المنفذين لهذه العملية الجريئة ولتوجيه ضربات خاطفة لمقارّ المجاهدين ومعاقلهم الدائمة في مناطق الأهوار ، الى جانب استهداف رموزهم من خلال عمليات الاغتيالات التي طالت بعض المجاهدين في الداخل والخارج ، وقد كانت منطقة ( الزورة ) وهي عبارة عن أهوار مغطاة بالأحراش العالية وعلى مساحة تقدر بـ 7×7 كيلو متراً ، وهي تابعة لقضاء ( سوق الشيوخ ) بمحافظة ذي قار ، وحيث تواجد عشائر آل جويبر الخاقانية هدفه هذه المرة . حشد النظام الدكتاتوري لهذه العملية الكثير من القطعات العسكرية التي كانت منتشرة في محافظات ذي قار والبصرة وميسان وواسط ، فضلاً عن الأجهزة الأمنية والحزبية ، بل وحتى بعض العشائر الموالية للنظام آنذاك ، وقد كان يشرف على هذه الحشود كل من عزة الدوري وقصي صدام حسين والكثير من القيادات العسكرية والحزبية . لقد بدأ الهجوم في اليوم الثاني والعشرين من شهر أيلول عام ألف وتسع مائة وثمانية وتسعين ، وانتهى بعد حصار وقتال ومناوشات بين كر وفر دام سبعة أيام ، وعلى ثلاثة محاور من جهة الجنوب حيث عشائر آل جويبر ، كما انتشرت المدرعات والدبابات على طول السدة الترابية التي أنشأها النظام لأغراض أمنية ، وبالعكس مما كان يدعيه من إنها أنشئت لأغراض مشاريع لتطوير المنطقة . وكان المجاهدون من تنظيمات (15 شعبان سابقأ حركة الجهاد والبناء حاليأ) و(حزب الدعوة) (وفيلق بدر (ومجاهدو الثورة الإسلامية) وبعض الأهالي الذين يلتجئون الى عمق الهور في أثناء أي عملية دهم يقوم بها النظام لغرض أن يتحصنوا داخل منطقة الزورة ، وقد توزعوا الى قواطع أربعة بعد أن أعدوا المواضع الدفاعية وبتحصينات بسيطة لكنهم يتمتعون بمعنويات عالية جداً ، وعند عمليات القصف المدفعي المركز التي كان النظام يقوم بها خلال الأيام الخمسة الأولى ، كان يحاول خلالها الأختراق والدخول الى قلب المنطقة ، إلا أن ّ صلابة المجاهدين وصمودهم وتمرسهم في القتال بمثل هذه المناطق حال دون ذلك ، وباءت كل محاولات العسكر بالفشل الذريع ، وكان خلال هذه الأيام يتحمل الخسائر الكبيرة في المعدات والأرواح . فكر القادة الميدانيون من المجاهدين بعد مرور خمسة أيام من الحصار والقتال ، في الأنسحاب من المنطقة حفاظاً على أرواح المجاهدين وخشية من نفاد المؤونة والعتاد فعملوا على كسر أحد الأجنحة من جهة الشرق وبأتجاه الطريق السريع بين ناحيتي ( الطار ) و ( الفهود ) ، فقاموا بعملية خاطفة وسريعة وعاصفة من كسر هذا الطوق المضروب حولهم ،، وقد فاجأوا العدو ، قام النظام على أثرها بأعدام مجموعة من الضباط بتهمة التواطوء مع المجاهدين ، والسماح لهم بالأفلات من الطوق المحكم ، ومن ثم قام النظام في اليوم التالي بالدخول الى عمق منطقة ( الزورة ) ، ولكن خيبة الأمل كانت حصاده ، فلم يجد في هذه المنطقة أي شيء يذكر ، فقد سَلِمَ المجاهدون والوثائق من هذه الهجمة الشرسة ولم يقدموا خلالها سوى شهيد واحد وجريحين في أثناء الأنسحاب ، وبذلك كانت معركة ( الزورة ) واحدة من المعارك التي أبلى فيها المجاهدون بلاءاً حسناً وكانت صفعة للنظام الأستبدادي الذي حكم الشعب بقوة الحديد والنار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حمزة - العراق
2012-09-09
حيا الله آل جوبير وعشائر سوق الشيوخ ، تاريخكم يشهد بمقارعة الظلم والاستبداد ، لازال الرصاص في جذوع النخل شاهد على بطولاتكم منذ عام 1935 .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك