المقالات

الفساد الإداري والمالي في العراق إلى أين؟!

781 16:24:00 2012-09-06

وارث جواد محمد

الدولة عندما تكون ضعيفة والكيانات السياسية منقسمة فيما بينها والأجندات الإقليمية تلعب في سماء السياسة بامتدادات - مع الأسف - عراقية تعمل من أجل تكريس سياسة الخارج على حساب الداخل الذي يعملون جاهدين لإبقائه ممزقا متخلفا وهو انتصار للدول الديكتاتورية وإجهاض التجربة الديمقراطية الطامحة في عراق ما بعد التغيير.العراق من أغنى دول الشرق الأوسط لما يتمتع بثروات هائلة من نفط ومعادن ومياه وأراض خصبة وعقول وكفاءات، ولكن الذي ينقصه النزاهة والشفافية والولاء للوطن، فنحن بحاجة إلى رجال يعملون ليل نهار من أجل وطنهم ومن أجل مواطنيهم بعيدا عن أجندات الدول الخبيثة، المحاصصة هي التي جلبت علينا وزراء سراق لا يهمهم سوى ملء جيوبهم وجيوب أحزابهم أمثال مشعان الجبوري وحسين الشعلان وايهم السامرائي وأضرابهم الذين ملؤوا جيوبهم بمليارات الدولارات من الحست الحرام وتركوا شعبهم يتلظى من شضف العيش وانعدام الخدمات، تبا وتعسا لهم ولما يؤفكون ولما يخططون ويدبرون. الفساد هو عبارة عن إساءة استخدام السلطة العامة لتحقيق كسب خاص، وهو في اللغة من فسد بمعنى اضمحل وبطل، لا يمكن القول بأن آفة الفساد حديثة عهد على المجتمع العراقي، بل على العكس فهي كانت موجودة حتى في أيام النظام السابق ، لكننا نراها الأنا أصبحت مستشرية في اغلب مفاصل الدولة وأصبحت لها مافيا وأذرع تقوم بالدفاع عنها بكل الطرق التي تراها ، وكان من بين الأسباب التي أدت إلى استشراء هذه الظاهرة هو المحاصصة الطائفية إضافة إلى انهيار مؤسسات الدولة بعد سقوط النظام السابق وتشكيل مؤسسات بديلة عنها كانت أغلب عناصرها تفتقر للمهنية في عملها الأمر الذي أدى إلى استفحال الفساد .لقد برزت صورتين للفساد الإداري والمالي بشكل يلفت الانتباه في العراق وهما:الصورة الأولى : أخذ مبالغ من الراغبين بالتعيين في الوظائف العامة لقاء تعيينهم ، وهو خلل متأتي من تعدد الجهات التي لها سلطة التعيين( الوزير والمدير العام)الصورة الثانية: لجان المشتريات في دوائر الدولة وهي من أسوأ صور إهدار المال العام، مع ملاحظة ان القواعد والتعليمات المعمول بها حاليا في تشكيل لجان المشتريات ولجان اعتدال الأسعار وبقية مسميات اللجان لا يمكن من خلالها غلق مداخل ومخارج الفساد الموجود.إن الكل يتحدث اليوم عن الفساد الإداري والمالي في القطاع العام ويطالبون بمعالجته، ويقوم المختصون بما لا يقبل الشك بأن ظاهرة الفساد مستشرية وخطيرة ولكن عندما يصلون بالأمر إلى معالجة الأمر نجد أن هؤلاء ليس لديهم الثقة في إجراءات المعالجة ،بالرغم من وجود جهات رقابية لمكافحة الفساد كمفوضية النزاهة ومكتب المفتش العام وديوان الرقابة المالية وهي جهات موجودة فعلا أنشأتها القوانين لمكافحة الفساد ، بيد إنها تعاني هي أصلا من الفساد والإختراق أو أنها ضعيفة لا تستطيع أن تواجه التيار الجارف من السراق واللحيتان الغاصة بهم بحيرات مؤسسات الدولة.إن ظاهرة الفساد ليست مشكلة بدون حل ، فهناك عدة إجراءات يمكن من خلالها السيطرة على هذه الآفة والقضاء عليها تدريجيا، من خلال إعادة تشكيل مجلس الخدمة العام: وهو الجهة المختصة بتعيين الموظفين في جميع دوائر الدولة وعدم جعل التعيين من صلاحية الوزير أو المدير العام، وكذلك تشكيل لجنة من القانونيين من قبل مجلس النواب لوضع آليات لعمل لجان المشتريات ووضع قانون يحكم عملها بما يؤمن سد جميع الثغرات التي ينفذ منها الفاسدون لسرقة المال العام على أن ينص القانون في فقرة منه على تشكيل لجنة لمراجعة سلامة التصرف بالمال العام من قبل لجان المشتريات في كل حالة شراء، والعمل بمبدأ (( من أين لك هذا؟)) والقضاء على حالة التراضي والغط عني مقابل الغط عنك التي تنتهجها معظم الكتل الكبيرة في مؤسسات الدولة العراقية، فمفوضية النزاهة العامة أصدرت اللائحة التنظيمية رقم (1) لسنة 2004 ألزمت فيها أهم موظفي الدولة بالكشف عن مصالحهم المالية ومصالح أزواجهم وأولادهم المعيلين لهم عند التعيين لأول مرة ومع ذلك فإذا ظهر تضخم في ثروة الموظف الحكومي لا يتناسب مع حجم دخله الطبيعي لا تستطيع أي جهة أن تطالبه بإثبات أنه كسب تلك الأموال بطريقة مشروعة لأن الأصل في القانون العراقي أن أموال الشخص جاءت بصورة مشروعة وعلى من يدَعي خلاف ذلك إثباته، في حين أننا نلاحظ أن المشرع المصري أوجب على الموظف الذي ظهر تضخم في ثروته لا تتناسب مع حجم دخله الطبيعي أن يثبت أنه كسبها بطريقة مشروعة وعندما يعجز عن ذلك سيعتبر أنه اكتسب تلك الأموال بطريق غير مشروع. وما ذكر أعلاه من اختصاص السلطة التشريعية.نعود الى السلطة التنفيذية : فهناك إجراءات يمكن أن يقوم بها مجلس الوزراء لمكافحة الفساد منها:أولا: أن يقوم مجلس الوزراء بتشكيل المحكمة الإدارية والتي نص عليها أمر سلطة الائتلاف ذي الرقم (87) لسنة 2004 للنظر في اعتراضات مقدمي العطاءات على قرار الإدارة بإحالة المناقصة على غيرهم خلافا لأحكام القانون كونها ستراقب صحة إجراءات المناقصات والإحالات التي يمارسها الوزير عند إبرام العقود .ثانيا: يقوم مجلس الوزراء بوضع تعليمات وأنظمة إدارية لتسهيل تنفيذ العقود من قبل وزارة التخطيط.إننا في كل ما تقدم فإننا ننشد عراقا خالي من الفساد والمفسدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي أصيل
2012-09-07
أود أن أطمأن الأخ وارث جواد وبقية العراقيين بأن الفساد أصبح العلامة الدالة للحكومة العراقية الحالية ومجلس المزوريين عفواً ومجلس النواب الكرام ... فقانون العفو المقترح يشمل كل من زور شهادة وحتى وإن كان يحتل منصب كبير في الدولة ، وكل شارك بسرقة المال العام ( حتى وإن كان بالمليارات ) مثل الشعلان ومشعان الجبوري والعبيدي وغيرهم !!! لذلك فالفساد باقي وسوف يزداد في الأيام القادمة بوجود الحكومة ومجلس النواب الذي يوفر لهم غطاء الحماية ..... انشر يا براثا ... وأرجو النشر للكل وليس لفئة محددة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك