المقالات

ثرواتنا بيد سفهائنا

586 23:56:00 2012-08-24

بقلم: خضير العواد

تحاول الحكومات في شتى بقاع العالم أن تفعل المستحيل من أجل الحصول على بعض المكاسب لكي تُسعد بها شعوبها ، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان الحروب من أجل الحصول على هذه المكاسب وهذا ما تفعله الدول الكبرى في حقيقة الأمر كأمريكا وأوربا وكذلك روسيا والصين ، أي وظيفة الحكومات في أغلب دول العالم هي إسعاد شعوبها من خلال تذليل الصعاب التي قد تواجههم وهذا يتم من خلال السيطرة على الثروات والأموال بأي طريقة كانت محتىرمة أم غير محترمة والتجارب كثيرة أكثر من أن تحصى وما تجارب الدول المستعمرة إلا واحدة منها ، ولكن بالمقابل تمتلك الكثير من الدول الثروات والخيرات ولكن حكوماتها ليس أهلاً للأمانة الملقاة على عاتقها فنلاحظها هي التي تبذر وتستهتر بأموال الشعب كأن الأرض وما تملك وكذلك الشعب الذي يسكن عليها ملك الحاكم وعائلته يفعل ما يريد بها، وعلى هذا النوع من التجارب أفضل مثال يقربنا للصورة ونعيش مآساتها يومياً هي حكوماتنا العربية ، هذه الحكومات التي لعبت بالمال والعباد كما شاءت وخزّنت المليارات في البنوك الغربية وأهدرت أكثر منها على ملذاتها ومتعتها ، وكلا الفعلين التخزين والإهدار قد أذهب المال وسيطرة عليه نفس المستعمر الذي كان يرسل الجيوش من أجل الحصول على هذه الأموال ولكنه اليوم حكوماتنا هي التي ترسله الى بنوكه ومؤسساته المالية ومن ثم يسيطر عليه بعد سقوطها تحت عنوان الأموال ملك الشعب ولا يعيده للحكومات ولا يردوه الى الشعوب وهكذا ضاعة المليارات من هذه الأمة التي أبتليت بمجموعة من السفهاء الذين ضيعوا الثروات والأموال وهم ذهبوا الى مزابل التاريخ كما هو الحال مع صدام والقذافي وزين العابدين بن علي وكذلك حسني مبارك ، ولكن اليوم يوجد من هو أسوء منهم في تبذير الأموال وتضييّع الثروات الهائلة التي رزقنا الله بها ، فقد أصبح حكامنا العرب يشترون السلاح من الغرب بأموال الشعب ويعطوه الى الإرهابيين التكفيريين لكي يقوموا بتنفيذ مخططات الغرب في البلدان العربية ، أي بأموالنا يشترون سلاحهم ويعطوه لمرتزقتهم بعد أن دفعت لهم حكوماتنا العربية لكي يقتلوا شعوبها العربية والإسلامية ، وهل يوجد أكثر من هؤلاء سفهاه في هذه المعمورة ، والسفيه كما عرّفه الإمام الحسن (ع) عندما سأله الإمام علي (ع) ما السفيه قال عليه السلام (السفيه هو الأحمق بالمال المتهاون في العرض) ، أي أن حكومات الدنيا وما تحتوي بلدانها من ديانات وأعراف وتقاليد وغايات وأهداف جميعها تحاول أن ترى شعوبها سعيدة وتمتلك شئ من الرفاهية بالرغم من قلت الثروات عندها وما الدول الأوربية والأسيوية إلا أمثلة صغيرة عن هذه الحكومات ، وبالمقابل نلاحظ حكوماتنا العربية ومهما كانت خلفياتها قبلية أم دينية أم علمانيا فجميعها كأنها تمتلك وظيفة واحدة وهي أن ترى شعوبها تعيسة ولا تمتلك أي شئ من الرفاهية وتقضي حياتها بالمشاكل حتى تموت عندها نقول جميعاً للمتوفي لقد استراح ، أي أصبح الموت عندنا راحة من كثرت صعوبات الحياة التي نعيشها والله سبحانه وتعالى أعطانا ثروات لو أستغليّناها بالشكل الصحيح لكنا نأكل من تحت اقدامنا وتغبطنا على سعادتنا وثرائنا كل شعوب المعمورة ، ولكن شعوب المعمورة اليوم تبكي على تعاستنا ومآساتنا وضياعنا وبشاعة طرق موتنا وهذا كله نتيجة سيطرة سفهائنا على ثرواتنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك