المقالات

كيف تكون اسلاميا امريكيا ؟؟؟

560 15:22:00 2012-08-15

سليمان الخفاجي

في عودة سريعة الى الارشيف السياسي لمنطقة الشرق الاوسط, فما يحدث اليوم قد يكون متناقضا وبشكل كبير او قد يفسره البعض بانه حالة طبيعية لمجرى الاحداث ومسيرة او بما يشبه الجمر تحت الرماد, فما كان يسود هذه البلدان هو حكومات شمولية ودكتاتورية حكمت الشعوب بالدم والحديد طيلت عقود. وكان النصيب الاكبر من الظلم والاضطهاد هو للحركات الاسلامية وبكافة توجهاتها وانتمائها العقدي والفقهي وباتت تشكل التحدي الاكبر لتلك الانظمة والعدو الاول بحيث صورت الاجهزة الاعلامية والاستخباراتية واجهزة الامن للانظمة تلك الحركات بانها شر محض وعلى الشعب ان يتحصن منها وان لايقع بحبائلها ومن يفعل فان حظه العاثر ادخله المكان الخطا وتجاوز الخطوط الحمر فالدولة تتساهل في أي شيء الا ان تتجاوزها فانت تمس وتعبث بامن الدولة فيما واجه الدعاة ومنظري تلك الحركات هذه الحرب بتعبئة قواعدها وبتنظيمات سرية ورسم صورة الكافر والملحد والمنافق لتلك الانظمة وان مجرد الاقتراب منها هو بمثابة الخروج عن الملة بل هو الكفر بعينه ودمه مباح وهو هدف متحرك لا يختلف عن الاجهزة القمعية ,وقد يكون اكثر خطرا على امنها وسلامتها وبين طرفي معادلة الرعب هذه زهقت ارواح وسفكت دماء وانتهكت محرمات وضاعت موارد وبدتت اموال ومسخت شخصية الانسان وتحول الى اشبه بالة يتم توجيهها بالريمونت نحو تحقيق اهداف بعينها بايادي المخابرات الدولية وعلى راسها cie, والموساد في ادامة وتنمية هذا الصراع طيلة تلك الفترة .ولم يقف التدخل عند حد بل دخلت حركات وتنظيمات في لعبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق فالانظمة بنتها واوصلتها الارادة الامريكية او السوفيتيه الى الحكم ودعمتها وتختلف المعادلة بين الحاكم والمعارض في كل دولة باتجاه الدولة التي تدعم, فاذا كان امريكيا فالمعارض سوفيتي وهكذا في عملية الانقلابات ودامت الحال الى سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينيات القرن الماضي وسيادة القطب الواحد الولايات المتحدة الامريكية وهيمنتها على العالم لتظهر فكرة النظام العالمي الجديد والعولمة والتطور التقني والثورة المعلوماتية وامتلاكها خيوط طرفي المعادلة. وما نراه اليوم من تحولات ناتج من تلك السيادة فتراجع الانظمة القديمة وكلاب الحراسة وانحسارها اذ باتت لاتلبي رغبات الشعوب فيتم ترويجها بصورة دينية او اسلامية وتغيير قناعات الحركات عن الانتخابات والديمقراطية وامكانية الوصول الى السلطة بدون سلاح وعبر صناديق الاقتراع بعد اسقاط تلك الانظمة البائسة التي اسقطت عنها الحماية الاميريكية لسبب بسيط انها اصبحت (اكسباير) ولا تواكب روح العصر لتختلف التحولات وبما يسمى الفوضى الخلاقة كما هو حاصل اليوم فالزعامات تبدلت ومراكز القوى وتبادلت الادوار وما هو ديمقراطي في هذا البلد هو دكتاتورية في غيره وما هو لمصلحة الشعب هنا هو معادي له هناك ومايجوزعندك محرم على غيرك وفي كل مكان تجد امريكا حركة اسلامية نظام حكم وقاعدة او مقاومة نعم هو العالم الجديد وللاسف يراد ان تصبغ الاسلام الحقيقي ومن مثل الشعوب وخيارها والذي تمثل بثورة وقل صحوة الاسلامية داخل هذا الاطار والاجندة لينقلب عليها و مصادرتها والالتفاف عليها وجعلها تنسجم مع القوالب والحدود والارادة الامريكية فمن يقبل يستقر ويامن العقاب ومن يابى يدمر وتجتاحه الفوضى ويسقط بعين الشعب حتى يرضخ او يباد !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك