المقالات

المعضلة الكردية.. هل انزلقت أنقرة؟..بقلم : محمد خروب * كاتب ومحلل سياسي من الأردن

696 13:02:00 2012-08-15

 

الحرائق مشتعلة في الجنوب الشرق التركي وهذا ما لم تآخذه العقول الاستراتيجية التركية في الحسبان, بعد أن اعتقد اصحاب القرار في انقرة, أن الازمة السورية جاءتهم هدية من السماء, وأن الفرصة التاريخية هذه يجب اهتبالها, ولم يكن الوقت ملائماً لطموح اردوغان «العثماني», في أي زمن مضى مثلما هو الان, على طريق تحقيق مقولته, التي جاءت في صيغة تساؤل: ألسنا أحفاد الدولة العالية العثمانية؟ ألسنا أحفاد السلاجقة؟ ألسنا أحفاد عثمان؟

أطلت المسألة الكردية برأسها مع تفاقم الأزمة السورية, وبعد أن أخذت انقرة على عاتقها احتضان وتسليح ودعم «المتمردين» على النظام السوري, مركّزة على فصيلين هما جماعة الاخوان المسلمين السورية وجيش رياض الأسعد الموصوف بـ(الحر), فيما غضّت الطرف عن المجموعات والتنظيمات الاخرى, في مسعى منها لتعجيل سقوط النظام في دمشق طمعاً في الفوز بالكعكة السورية أو بالنسبة الاكبر منها, إدراكاً منها أن ثمة «رعاة» آخرين بالتمويل والفبركة الاعلامية والتسليح..

الان - ولاحقاً ولكن في شكل افدح – تجني انقرة نتائج حساباتها الخاطئة أو المتسرعة أو الطوباوية, فقد اغتنم الكرد (وهم هنا ليسوا فقط كرد تركيا الذين يتعاطفون مع خطاب وطروحات حزب العمال الكردستاني PKK بزعامة عبدالله اوجلان, بل غالبية كرد سوريا ونسبة لا بأس بها من كرد كردستان العراق, باستثناء ما يمثله في العلن حليف تركيا القوي الان مسعود برزاني) الفرصة ذاتها كذلك وأوجدوا لأنفسهم هوامش أكثر سعة للمناورة وبناء تحالفات ومعادلات جديدة, دأبت الدبلوماسية التركية على محاولة منعها, تارة بالهجمات العسكرية متعددة الوسائل والمقاربات, بالاجتياح البري أو الغارات الجوية, أو القصف المتواصل أو كلها مجتمعة, وطوراً بالسياسة عبر التضييق على محاولات الكرد التقرّب من دول عواصم اقليمية مؤثرة, كان أحد أبرز تجلياتها الزيارة التي قام بها احمد اوغلو لاربيل واجتماعه وبترتيب وضغوطات برزاني مع ممثلي14 حزبا كرديا سوريا باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (السوري بالطبع) الاقوى والاكثر نفوذا والاقرب ان لم يكن الوجه الاخر السوري لحزب العمال الكردستاني pkk بزعامة اوجلان في مسعى لشق «وحدة» او اسقاط وثيقة التفاهم بين الاحزاب الكردستانية السورية والتي اسفرت عن قيام المجلس الوطني الكردستاني نأياً بالاكراد عن المجلس الوطني السوري (مجلس اسطنبول) بعد ان فشل الاخير في تلبية طلب الكرد تخصيص فقرة او بند في وثائقه تعترف بحقوق كرد سوريا وخصوصيتهم الثقافية (علما ان برزاني هو صاحب الدور الاكبر في جمع كلمة كرد سوريا في اطار المجلس الوطني الكردستاني وها هو ينقلب عليهم او يقسّمهم)..

المهم..

زيارة اوغلو لأربيل رغم انها استفزت بغداد التي ردت بقسوة وانتقاد لاذع على زيارته لكركوك، لم تُسهم في تبديد القلق التركي المتصاعد وما «معارك» يوم امس وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا 6جنود اتراك و2 من حراس القرى (وهم شبيحة الدولة التركية من الاكراد) يؤشر الى ان الامور آخذة في التفاقم وان حرب استنزاف جديدة قد اخذت طريقها الى المشهد التركي, ولكن في ظروف ومناخات اقليمية مغايرة, بعد ان كانت هناك دولة اسمها سوريا قادرة على ضبط الحدود وتبادل المعلومات الامنية مع الجارة والصديقة الشمالية، فيما هي الان غائبة (الجارة الجنوبية) بل ان انقرة اسهمت في تسليم المعابرالحدودية لمتمردين جهاديين وتكفيريين ظناً منها ان هؤلاء قادرون على توفير البضاعة, فاذا بالفوضى تنتشر واذا بمقاتلي حزب العمال يزدادون قوة وحضورا ويبادرون بالاشتباك ونصب الكمائن واستعادة خطوط التموين والتدريب واستقبال المتطوعين..

اين من هنا؟

تدفع انقرة ثمن سياساتها المتسرعة او غير الناضجة التي اوقعها بها الاكاديمي وغير المتمرّس في السياسة ودروبها وألاعيبها, احمد داود اوغلو الذي خَدَعَ او ربما بَهَرَ اردوغان فسلّمه رئاسة الدبلوماسية التركية التي كانت اكثر واقعية وحكمة وحذرا في التعاطي مع ملفات المنطقة وخصوصا في شقها التواق الى استعادة الامجاد العثمانية الغابرة, وربما ايضا يكون الثنائي اردوغان - اوغلو قد وقعا ضحية مبالغات واوهام وتهيؤات نجح بعض «العرب» في دفعهما لتصديقها, وخصوصا لجهة ان النظام السوري لن يصمد اكثر من ثلاثة اشهر او حتى نهاية العام (2011) فاذا بالامور عكس ذلك تماماً, وها هم الحلفاء انفسهم يتخبطون بعضهم انفجر في وجه التمرد الكردستاني (التركي) وغيرهم بعد ان نعى مهمة مصطفى الدابي وسرّته استقالة انان يواصل صراخه دون أمل أو تفاؤل.

5/5/815

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كوردى من كوردستان العراق
2012-08-15
يجب على تركيا عاجلا ام اجلا ان يعترف بحقوق شعبه الكردى البالغ عددهم 15 مليون نسمة وان لف دورانه فى سوريا لايفيد سوى وحع الراس , كما فعل مع اكرادالعراق قبل سقوط صدام , وبعد ياسهم الان صاروا ابناء اعمام مع اكراد العراق لانهم حساباتهم كانو غلط , وان وجود كورد فى سوريا شى حتمى لا سوريا ولاامريكا لايقدر ان يمنعهم من الحرية وان زمن سلاطين عثمانية قد ولى الى مزبلة التاريخ , ويرون غدا ان تركيا يتحالف مع كورد سوريا كما تحالفوا مع كورد العراق ( الشعب اذا اراد الحيات يجب يستجب القدر )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك