المقالات

فشل شخصيات وصراع قوى.. ام غياب نظم ومؤسسات؟

679 14:34:00 2012-08-14

بقلم:نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

ستدخل التجربة قريباً عامها العاشر.. وهذه مدة كافية -بغض النظر عن بقية العوامل- لبلد يمر بظروف ما بعد الازمة والحرب.. ليتقدم نحو وضعه الطبيعي.

فالنواقص والاوضاع المؤلمة الحالية، يجب ان لا تخفي اموراً كثيرة ايجابية، لكنها معطلة ومبعثرة هنا وهناك. ايجابيات، كغياب نظام الحزب الواحد، والقائد الضرورة، ورجال الامن والاستخبارات، وسوق الشباب في زهرة اعمارهم للحروب القاتلة الطويلة.. وبدء ممارسات للحياة الدستورية والديمقراطية والحريات العامة.. وممارسة الشعائر واظهار المعتقدات.. واللامركزية والفهم الاتحادي وانجازات اقليم كردستان.. وحرية التنقل والسفر والتحويل والاتصالات.. وتحسن المستوى المعاشي لقطاعات واسعة.. والاستثمارات النفطية والغازية.. وتحرير البلاد من الديون الخارجية ونظام العقوبات والحصار و"تجميد" الفصل السابع.. وانسحاب القوات، والانفتاح على دول الجوار والعالم.. الخ

رغم ذلك لا يتذوق المواطنون طعم اكثرها. فهي اعمال مثلومة وغير مستكملة.. بل يشهد كثير منها انحرافات وتعطيلات، لمضامينها واهدافها الاساسية. فلم تتجسد في حياة المواطنين، فباتوا ينكرونها، عن حق. على العكس، تحول بعضها لمظاهر سلبية تشوه العناوين نفسها. فتحولت الاموال العظيمة لفساد ومنافع خاصة، لتستمر البطالة والفقر والخراب والنقص الخطير للخدمات. واخذت الحياة الديمقراطية اتجاهات تحاصصية وفئوية.. وبرزت مظاهر جديدة للشخصنة والتحزب والعسكرة والكبت والتهديد والاجراءات التعسفية.. وفهم كثيرون النظام اللامركزي والاتحادي كتفكيك وتقسيم للبلاد.. والحريات كشكل من اشكال الفوضى.. وما زالت السجون ممتلئة.. بينما يقتل العنف والارهاب المواطنين.. الخ.

كثيرون يركزون على الصراع الشخصي وكفاءة الاشخاص والقوى.. لكن المسؤولية الاساس تقع -في نظرنا- في عدم استكمال النظم والمؤسسات اللازمة.. التي تقف على الاسس التي انطلقت او ارسيت.. والتي ان بقيت مجرد خرائط وشق اساسات وتكوين هياكل وحفر قنوات، دون استكمالها بما يمنحها الحركة والنفع والانتاجية.. فستبدو كاعمال تخريب وتعطيل ومصالح خاصة، اكثر منها توفير الحقوق، والمكاسب، وتقديم خدمات.

تلك مرحلة انتهت ولا يمكنها الاستمرار.. وهنا سنقف جميعاً امام امتحان عسير.. اما ان نستمر بالالتفاف على مكاسبنا.. او التقدم للانتقال من مرحلة الهدم وشق الاسس.. لننتقل الى بناء الدعائم والنظم والمؤسسات والدوافع التي تحتوي الاشخاص والقوى.. والقادرة لحملنا او دفعنا نحو المسارات الطبيعية.. وتحقيق النتائج والانجازات التي يلمسها المواطنون قبل المسؤولين. بخلافه، سنبقى في مزاد التصريحات والكلمات، لنجهض مشروعاً يحمل كل امكانيات نجاحه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-08-15
كلماتك هذه يا دكتور تجعلني يائسة اكثر ! لماذا ؟ لان هذه كلماتكم كما عادتها تنفذ كما الماء الزلال الى قلبي ويرتفع ابهامي فوق التفاف باقي الاصابع ليعبر عن التأييد ولكن نغص علي ذلك تصور سواد القلوب السياسية التي لم تنفذ بها هذه الكلمات كم هي صماء وسوداء كي لا تستجيب لتلك الكلمات القوية برقتها من تلك القلوب انا يائسة فمن لم تجد في نفسه صدى لهذه المناشدات هو جلاد سيقطعنا اربا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك