المقالات

سجون العراق فنادق خمسة نجوم

581 11:45:00 2012-08-11

حيدر عباس النداوي

تنطلق هذه الايام دعوات متكررة من قبل سياسيين ونواب, مطالبة الحكومة والبرلمان بالاسراع باقرار قانون العفو العام والسماح للارهابيين والقتلة بمزاولة اعمالهم بحرية كاملة بعيدا عن عيون واسماع الاجهزة الامنية والسجانين في المعتقلات والسجون التابعة لوزارة العدل او وزارة الداخلية لان بعض السجون والمعتقلات ليست بيئة كاملة ومهيئة للاستمرار بالاعمال الارهابية على عكس بعض هذه السجون والمعتقلات التي توفر كافة الخدمات لقادة المجاميع الارهابية من خدم وحشم ومواكب سيارات وخروج ودخول ومساج وساونا وانترنت ونساء واتصالات لكل بلدان العالم وبخصم كبير.

وما ينقل في وسائل الاعلام عن توفر بعض وسائل الخدمات الترفيهية والعصرية للسجناء غيض من فيض لما يجري داخل السجون من حكايات وقصص يشيب لها الراس من شدة العجب، فتوفر الموبايل وتسهيل الاتصال بالاهل والاحبة والارهابيين امر في غاية البساطة لان هذه الوسائل يمكن شرائها بورقة خضراء امريكية وما اكثر الاوراق الخضراء عند المجاهدين والمقاومين وما اضعف نفوس الكثير من السجانين ومسؤولي المعتقلات الا ان ما هو اعظم هو قيام بعض السجناء بعقد الصفقات التجارية او التوسط لشراء وبيع المناقصات بالاضافة الى تحديد اسعار التعيينات والتنقلات وكذلك تثبيت ونقل الضباط في هذا المعتقل وذاك السجن من اجل سهولة تهريب القتلة والمجرمين.وليس هذا فقط فبإمكان النزيل ان يحصل على نفس ناركيلة وحبة هلوسة وجلسة سمر في غرفة احد القادة الذين تهتم ادارة السجن على راحته كان تفرد له غرفة مستقلة وسرير وشاشة سيدي عملاقة وثلاجة صغيرة واعواد لتنظيف الاسنان وخدم وحشم لان هذا النزيل بامكانه وبامكان الجهة التي ينتمي لها ان تزلزل الارض على راس السجن والسجانين وان امر وجوده في السجن وقتي ولاغراض تكتيكية.

كما ان العديد من القتلة والمجرمين قد لا يطول بهم المقام كثيرا في السجون والمعتقلات لان الجهات المانحة تقوم بواجبها على اكمل وجه مع المحققين الطيبين وبالتالي فان القاضي المغفل لا يجد بدا من اطلاق سراح هؤلاء المظلومين لعدم كفاية الادلة حتى وان قتل وفجر واغتصب وانتهك الاعراض والحرمات لان البينة على من ادعى واليمين على من ادعى عليه ولان البينة غير متوفرة فمن الظلم والاجحاف سجن هذا الحمل الوديع, كما ان سجنه يتعارض مع قوانين ومواثيق حقوق الانسان للمجرمين والتي تحترمها الحكومة كثيرا عليه فان تكريمه وتوقيره طالما تواجد في المعتقل امر في غاية الاهمية اضف الى ذلك ان امثال هؤلاء هم معرفة قديمة لكثرة قتلهم للعراقيين وكثرة اخراجهم لعدم توفر الادلة.

ان ما يحدث في سجون العراق امر محزن لانها بدل ان تكون للاصلاح والتهذيب اصبحت بيئة ملائمة لاعداد وتخريج المجرمين اضافة الى ذلك ان هذه السجون فقدت هيبتها وبات بامكان السجين خاصة عتاة المجرمين وقادة المجاميع الارهابية ان يكونوا هم الحكام بينما يكون امر السجن تابعا وخادما ومن يكن تابعا وخادما يعطي كل شيء اما خوفا او تواطئا او بيعا لذمته.وبالتالي فان مطالبة البعض واصرارهم على الاسراع باقرار قانون العفو العام قد لا يروق لهؤلاء المجرمين لانهم تعودوا ان يكونوا ملوكا في سجونهم ولا يمكنهم العيش خارج هذه الاجواء خاصة في ظل استعداد بعض مسؤولي السجون ان يكونوا خدما وتابعين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك