المقالات

اعملوا لسيادة خطاب الوطن !!!

429 12:47:00 2012-08-09

نور الحربي

يترائ للبعض, ان المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد هي مرحلة الفرز وبداية وضع جديد خصوصا مع المخاوف التي تبديها بعض الكتل من غلبة اخرى عليها مع حجم المتغيرات التي تشهدها الساحة الاقليمية, ولبيان هذه المخاوف لابد من الرجوع الى اصل تكوين كل الكتل التي تتميز ببنية مكوناتية رغم تبنيها لخطاب المواطنة والوطن وان كان كثير من هذه المتبنيات لمجرد التسويق الجماهيري وكسب ود جميع العراقيين.ونرى ذلك جليا في عملية التصريحات والاعتراضات خصوصا مع ما يرتبط بمصلحة المكون سين او صاد وهذا يعود بكل تأكيد الى الاسس التي قامت عليها العملية السياسية الخارجة عن الخط الذي ينبغي لها بفعل عدة عوامل ومنها على سبيل المثال الخوف من الصعود الصاروخي للشيعة في العراق لان لا تكون نموذجا تسير عليه بلدان اخرى رغم ان الذين تدخلوا في سوريا اليوم اسسوا على هذا الفهم فهم اليوم يجدون في حكم الرئيس بشار الاسد المتحدر من الاقلية العلوية قفزا على قاعدة حكم الاغلبية (السنية ) هناك .وبالعودة للماضي لابد من فهم اعتراض بعض دول المنطقة على انخراط بعض الاحزاب والشخصيات السنية في الائتلاف الوطني العراقي عند اول انتخابات شهدها العراق بعد سقوط النظام الصدامي لتعطى بذلك صورة مغايرة لما اريد له ان يكون من تنوع في القائمة الواحدة لندخل في معمة الطوائف والقوميات وحقوقها وما يجوز لها وما لايجوز لغيرها حتى ان بعض القوائم الرئيسية كالعراقية مثلا التي تبنت في الظاهر خطابا وطنيا لم تكن في حقيقتها كذلك كونها اعتمدت اقصاء عدد من الشخصيات فيها وحسبتهم على مكوناتهم لتكون بذلك قائمة من لون واحد واقصد الهيمنة على القرار بداخلها.إننا نعيش اليوم مرحلة جديدة لا نريد لها ان تكون مرحلة اقتتال بكل تأكيد خصوصا مع وجود مخططات مريبة تدفع بأتجاه ترسيخ ثقافة الخوف وعدم الثقة بالاخر ولعل سيادة مفردات التصعيد في الخطاب السياسي للأزمة الحالية ورواج الاتهامات المتبادلة بين الكتل التي صعّدت من وتيرة الصراع وأوصلته حد القطيعة بين الشركاء وبدلاً عن الوئام والتعاون المثمر حيث يسود جوّ من الاتهامات ليطغى على روح التفاهم, فمنهم من يقول ذلك صراحة حين يتهم العراقية باخذ تعليماتها واصدار قرارتها المتناغمة مع اطراف خارجية خليجية وتركية بينما تتهم اطراف في التحالف الوطني بالوقوع تحت تأثيرات أمريكية وإيرانية فيما يذهب اخرون إلى أكثر من ذلك بأن بعض القوى وقعت فعلا تحت تاثير مخابرات الكيان الصهيوني التي دخلت حلبة الصراع الحالي مستفيدة من صداقاتها مع هذه القوى .ان السير بمثل هذه الرؤى وتفسير الامور بهذا الشكل سيؤدي حتما في مرحلة من المراحل المقبلة الى الاساءة للعراق وستقود الامور الى وجهة اخرى لانتمناها بكل تأكيد حيث إن المبالغة في تقيم الامور على هذا الاساس لا يخدم مصلحة جميع الاطراف بينما المطلوب وبكل صراحة ومن كل الفرقاء دون استثناء هو السعي لرسم استراتيجية قابلة للتطبيق تنهي كل الأزمات والاتهامات المتبادلة تعتمد تغليب مصلحة الوطن وتسهم في تعزيزالخطاب الحريص على مستقبل هذا الشعب المظلوم وتشيع سياسة العلاقات المتوازنة والمصالح المشتركة مع كل الدول اشقاء واصدقاء وبغير ذلك فلن نصل الى المبتغى وسيكون كل ما بنيناه في مهب الريح وبتعبير ادق لابد من مغادرة خانة الاتهام بالعمالة وليتركز العمل لتحقيق الاستقرار والرفاهية للعراق فمجرد الانتماء لتوجه معين والتعاطف مع شعب له نفس الروى ويحمل نفس المشتركات لايعني العمالة والتبعية له لاننا جميعا ننطلق من خلفيات معينة, وهذا لايشكل طعنا في احد كما اننا لانستطيع الغاء التنوع ألاثني والمذهبي باي حال من الاحوال اذن فليكن منطلقنا الوطن والعمل من اجله لننعم بالحرية ونشيع حالة التعايش السلمي وهذا هو الحل الامثل بكل تأكيد ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك