المقالات

زيارة فتنة

651 10:30:00 2012-08-07

جواد العطار

تقاسم الوظائف والاختصاصات بين الادارة الاتحادية والاقاليم كفيل باظهار المزايا الايجابية للنظام الفيدرالي .. اما الاختلاف فيما بينها فانه يؤدي الى تضارب المصالح بين المكونات وضعف كيان الدولة تجاه جيرانها .. وذلك ما يحدث في العراق بالضبط؛ نتيجة خلافات المركز والاقليم ، فلا غرابة ان شركات دولية كبرى توقع عقودا نفطية مع الاقليم غير آبهة بتهديدات المركز او مسؤول كبير في دولة مجاورة يزور مدينة كركوك دون علم الحكومة المركزية او موافقتها المسبقة .ان الخلاف بين المركز ومجالس المحافظات او مع الاقليم ليس وليد اللحظة او الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير خارجية تركيا احد داود اوغلو ، بل هو امتداد لخلافات الكتل السياسية وصراعاتها التي لا تتوقف على اقل تحرك او ابسط قضية .. فمن غيرها تلك الكتل التي تقيم الدنيا ولا تقعدها على زيارة رسمية يجريها وزير الخارجية الايراني بعلم وموافقة حكومة المركز ، لا لشيء فقط لاثبات وجودها امام جمهورها او ممارسة الضغط على خصومها بالتحشيد الاعلامي الذي ما انفكت تغذي به الازمة السياسية . ان تبادل ردود الافعال بهذه الطريقة خطر كبير تحاول بعض القوى الخارجية وصم المشهد السياسي به وسيلة لتبرير التدخل القادم ، فموافقة قوى التحالف الوطني وبعض القوائم الصغيرة والمستقلين على زيارة وزير الخارجية الايراني ورفضهم زيارة مثيله التركي يعطي انطباع اولي بان هذه القوى تحالف ايران وتعادي تركيا .. وموافقة قوى العراقية والتحالف الكردستاني والجبهة التركمانية على زيارة اوغلو ودفاعهم عنها رغم رفض الحكومة المركزية وشركائهم السياسيين لها .. يصور هذه القوى كانها حلفاء لتركيا، الجارة التي لا تريد بالعراق خيرا .. فاي سياسي في التحالف الوطني يرفض زيارة علنية لمسؤول من تركيا او غيرها ، الا زيارة الداهية اوغلو لكركوك التي ما اريد منها حق او مصلحة للتركمان او للعراق . ان تبادل المواقف او الاتهامات بين المكونات السياسية تعقد المشهد العراقي وتفتح الابواب على مصراعيها للتدخل والاستقواء بالخارج على شريك الداخل لتخرج الازمة من نطاقها السياسي وتضعف بالتالي من سيادة الدولة على اراضيها ومن قدرة الحكومة على ممارسة مهامها .. ان اوغلو صاحب كتاب العمق الستراتيجي يعرف تماما ماذا اراد من زيارته المبيتة؛ مثلما يعرف ماذا تعني كركوك للعراق من عمق ، فهي مدينة التعايش والمكونات لذا فانه اراد بزيارته ان يضرب التعايش بهذه المدينة ويفرق المكونات .. وقد ظهرت معالم ذلك في الاعتداء على عائلة تركمانية بريئة في المدينة وذبح افرادها بالكامل .. وما احدثته الزيارة من ردود افعال متباينة بين الكتل السياسية قسمت فيها المشهد الى قسمين : مؤيد للزيارة ورافض لها .. وتلك فتنة كبرى ينبغي ان نتنبه الى خطورتها .. والا فلنستعد لاحداث جسام ونأخذ الدور مباشرة بعد سوريا ... لا سامح الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك