المقالات

جذور الحركات السلفية – رؤيا وتحليل –

568 14:35:00 2012-08-03

الباحث احمد الشجيري

عرف الإسلام عبر تاريخه الطويل تفسيرات وتأويلات متعددة، نشأت عنها المدارس الفقهية والأصولية المختلفة. وكان لكل مدرسة جذورها الفكرية والواقعية التي تغديها وتصبغها بلون خاص، يؤكد خصوصيتها وتميزها.بيد أن المدرسة السلفية كاجتهاد ووجهة - تجاوزا- مدرسة تتسم بادعاء أصحابها لملكية الحقائق المطلقة، وأهم ما لا حظه الباحثون لمنظري هذه المدرسة أنها ذات جذور بدوية، فإذا كانت " حران " مسقط رأس ابن تيمية الأب الشرعي للحركة السلفية، فإنه " نجد " هي منبت المنظر الثاني للسلفية والقائم بأمر دعوتها.أما أهم ما يجمع بين "حران" و"نجد" فإنها الطبيعة الصحراوية؛ حيث الجفاف والبعد عن المدنية، لذلك اتسم سكانها بالجفاء والغلظة، ولم تعرف المنطقتان على طول التاريخ الإسلامي أية حركة مدنية واسعة أو تمركز عمراني حضاري، خصوصا بلاد نجد التي كانت وما زالت موطنا لقبائل البدو الرحل الذين يتنقلون بحثا عن الكلأ والخضرة طوال السنة.ونحن عندما نسلط الضوء على الخلفيات الجغرافية والبشرية للحركة السلفية، نفعل ذلك للكشف عن جذور بعض الظواهر الفكرية والسلوكية التي تتسم بها هذه الحركة، والتي لا يمكن معرفتها وتحليلها، إلا بإرجاعها إلى منطلقاتها الأصلية؛ والبداوة الصحراوية بالخصوص لها سمات خاصة يعرفها كل من درس حياة البدو الصحراويين أو عايشهم، فقساوة الطبيعة وشظف العيش، والبحث الدائم والمستمر على المرعى والماء، وما بتبع ذلك من حياة عدم الاستقرار والمخاطر الدائمة، كل ذلك ينطبع على سلوكيات الأفراد - البدوى - ويظهر جليا في معاملاتهم وتفكيرهم، فالجفاء والغلظة والقسوة وبساطة المعرفة والحرمان من إيجابيات المدنية والحضارة، كلها صفات وأوضاع يعرفها هؤلاء البدو، ويتمثلها صغيرهم بعد كبيرهم.لذلك لما كانت نجد منطلق الدعوة السلفية الوهابية وكان أبناؤها هم جند هذه الحركة وأتباعها ودعاتها. كان لزاما أن تصطبغ هذه الحركة بكل صفات البداوة وعلى رأسها الغلظة والخشونة، بالإضافة إلى ضعف المستوى العلمي والفكري والذي يكون عادة بسيطا بل ساذجا وبدائيا، يقول محمد أسد في كتابه (الطريق إلى مكة): ".. إن كثيرا من مفاهيمهم - أي الوهابية - كانت بدائية، وأن حماستهم الدينية كثيرا ما قاربت الغلو ".ولا شك أن الغلو الذي عرفوا به وواكب حركتهم سببه القصور المعرفي الواضح. فلم تكن نجد قديما ولا حديثا حاضرة علمية، ومن أراد من أهلها أن يكسب حظا من العلم والمعرفة كان يهاجر إلى العراق أو الشام ومصر وكذا المدينة المنورة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك