محمد حسن الساعدي
رغم اعلان الجهات الامنية عن السيطرة على الوضع الامني في مبنى مديرية مكافحة الارهاب التابع لوزارة الداخلية في بغداد من الهجوم الارهابي الذي وقع مؤخراً والذي استمرت المواجهات فيه الى خمس ساعات بين القوات الامنية والإرهابيين, والذي اسفر عن مقتل خمسة من المهاجمين والسيطرة على عدد من الاحزمة الناسفة.إلا ان مثل هذا الخرق الامني يجب الوقوف عنده والتأمل قليلا فيه، وبالخطط الامنية التي دائماً ما نسمعها من القادة الامنيين من على شاشات التلفاز, لسنا نريد النيل من قواتنا الامنية او تسقيطها او التشكيك بولائها وإخلاصها، ودورها الكبير في حفظ الامن في العراق عموماً وبغداد خصوصاً، ولكننا في نفس الوقت يجب ان نقف على مكامن الخلل وتصحيح الاخطاء لتفادي تكرار مثل هذه الخروقات الامنية الكبيرة والخطير وعلى اماكن ومناطق حساسة ومهمة خصوصاً وان هذا الموقع يحوي قادة الارهاب في العراق والذين ينتظرون تنفيذ حكم العدالة بحقهم والذي لانعرف متى .ما زال هناك توتراً في سوريا فنحن بلا شك عرضة لهذه الخروقات وسوف نتأثر بهذا التوتر، بل سنتأثر به، مما يجعلنا نقف امام مسؤولية كبيرة في الحفاظ على امن بلدنا من خلال اعادة رسم الخطط والسياسيات الامنية وتقييم الوضع الامني بما يتسق والوضع الامني الحساس والخطير، ومحاربة الفساد وتطهير الدوائر الامنية من العناصر البعثية والتي اثبت دورها الخبيث في الكثير من الهجمات الارهابية في العراق من خلال تحالفها مع الارهاب القادم من الخارج .الملاحظ في هذا الخرق الاخير ان العدو أثبت وجوده ودروه في أيجاد خروقات امنية والهجوم على اي موقع حكومي ومهما كان باستخدام ضربات نوعية وقياسية في آن واحد، وهذا ينم عن قدرته الى الوصول الى اهداف محددة، هذا ان دل انما يدل على الضعف الكبير في الجهد الاستخباري والتنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية عموماً.على جميع الاجهزة الامنية الاستعداد وإعلان حالة التأهب القصوى وتكثيف العمل الاستخباري والضربات الاستباقية لأوكار الارهاب، وضبط الحدود مع الدول المجاورة لمنع تسلل الارهابيين والأسلحة، وحل الخلافات بين الفرقاء السياسيين من خلال الجلوس على طاولة الحوار لحل المشاكل والقضايا العالقة للنهوض بالعراق وبنائه وتقديم الخدمات للشعب العراقي المسكين، والانتهاء من ملف تعيين الوزراء الامنيين، ومطالبة الكتل السياسية بدعم جهود الحكومة من جراء الخروقات الامنية بسبب التحولات التي يشهدها العراق والمنطقة العربية فان اي تقاعس عن ذلك سيكون عواقبه وخيمة في ظل سقوط مئات الابرياء من جراء الهجمات الارهابية وهذا سببه عدم وجود قرار سياسي واضح.
https://telegram.me/buratha