المقالات

الاحتكار السلمي للسلطة

506 11:23:00 2012-07-31

جواد العطار

إذا كان القصد من التداول السلمي للسلطة وجود آليات تضمن انتقال المنصب السياسي من طرف الى آخر، فان الحديث غالبا ما يكثر عنه كلما أطلت الديكتاتورية برأسها البغيض باعتباره امتحان النظام الديمقراطي ومجال اختباره الحقيقي .. والتداول السلمي يرتبط : 1. بوجود دستور مكتوب يوضح ويؤطر آلية انتقال السلطة من خلال تشريع القوانين اللازمة لذلك، على ان يتم احترامها من قبل الجميع.2. ووجود تعدد حزبي حقيقي يسمح بتنافس فعلي بين عدد من الاحزاب ذات التوجهات المتباينة التي تعطي فرصا جديدة للكفاءات والخبرات وتزرع روح التجديد في الاشخاص والبرامج الانتخابية والسياسية.عليه فان تداول السلطة وفقا لهذا المعنى هو عملية متكاملة تهدف الى ضمان الانتقال السلمي والتجديد والتطوير في مختلف المستويات ضمن الآليات الدستورية والديمقراطية. وهو لا يعني بأية حال من الاحوال انتقال السلطة فقط من شخص الى آخر او من حزب الى غيره؛ في اجواء انتخابية تفتقد الى التشريعات الدستورية والضرورية، وتأتي بنفس النتائج والبرامج وذات الوجوه. وهذا ما يجري بالضبط في العراق منذ سبعة سنوات والذي تحرص القوى السياسية والبرلمانية على دوام وضعه الحالي وحتى المستقبلي .ان الاتفاق على تمديد عمل مفوضية الانتخابات لعشرة ايام ليس الحل؛ ولا الاختلاف على تعديل قانون الانتخابات واختيار مجلس المفوضين، او تعطيل اصدار قانون للاحزاب، او تأجيل الاستحقاقات الانتخابية ذاتها .. لان كل ذلك يعرقل العملية الديمقراطية في العراق وينحرف بها بعيدا عن ايجابياتها، كما انه يعتبر خروجا حقيقيا عن التداول السلمي الى الاحتكار السلمي للسلطة من قبل قوى "العراقية" و"التحالف الوطني" و"التحالف الكردستاني"؛ بالصورة التي تعطل الطاقات الجديدة ولا تدع مجالا لشخص او كفاءة إلا لمن تدعمه هذه القوى؛ وبما يزرع روح الخمول في البرامج السياسية. فلماذا تقدم هذه القوى الجديد في برامجها الانتخابية ما دامت تضمن بقاءها في البرلمان بنفس المقاعد وذات الاصوات اعتمادا على خلفياتها الطائفية او القومية؟.ان هذا ليس هو النظام الديمقراطي، ولا ذاك التداول السلمي للسلطة، ولا هي آلياته. فالقوى السياسية تسير اليوم في الطريق الخاطئ، لانها مدعوة الى غرس آليات تداول السلطة في هياكلها وتنظيماتها الداخلية التي تعاني في معظمها الخمول والجمود أولا؛ ومن خلال البرلمان ثانيا؛ بتفعيل دوره التشريعي وفقا للدستور ومن خلالها هي -أي القوى السياسية- في الالتزام وتنفيذ ما يقرره البرلمان ثالثا. ان المسؤولية ليست في الاستعجال باصدار قانون للاحزاب بقدر ما تتمثل في صياغة قانون يكفل التعددية ويضمن سبل انتقال سلمي للسلطة وتنافس شريف بين الاحزاب المختلفة وهو ما يستوجب اصدار قانون متوازن للانتخابات والاتفاق على مجلس مفوضية الانتخابات من ناحية العدد والاعضاء وتحديد مواعيد ثابتة للاستحقاقات القادمة والابتعاد عن المماطلة والتسويف بمعالجة مسألة الوقت في القراءات المتعددة والمتباعدة لبعض القوانين، التي تفصل بين الواحدة والاخرى (قانون الاحزاب مثلا) عاما كاملا .. وإلا؛ فان طريق تداول السلطة وعرة ونتائجه القادمة مؤلمة .. قد نندم عليها اشد الندم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك