يرتبط مصطلح المال السياسي بأنظمة الحكم ووجودها وبكيفية الوصول الى الحكم بصورة أوضح..وفي حالتنا العراقية برز تأثيره بشكل أكبر من المؤثرات الأخرى على المشهد السياسي وصار لازمة العمل السياسي، ولا يمكن لجميع القوى السياسية إلا الإعتراف بأن علاقاتها الخارجية أو مع الحكومة أو بنيتها التنظيمية، لا يمكن أن تسير إلا بالمال السياسي..
المال السياسي: هو اللاعب الرئيس في كل نشاط. ولا وجه للمقارنة بين فاعليته في تحريك الجماهير وفاعلية الآيديولوجيات والأفكار والعقائد..فعلى الأقل نتائجه أسرع من النتائج المتحصلة منها.. غير أن هذه النتائج السريعة سرعان ما تتحول الى خيبة مضادة بلحاظ أن القوى والتكتلات السياسية تلجأ لهذه الوسيلة عندما تفقد ديناميتها وقدرتها على التأثير في الحياة العامة.. وأيضا سرعان ما تفقد النتائج المتحصلة بواسطة زخمها بإنخفاظ وتيرته، كون المال السياسي قابل للنفاذ وبحاجة لمنابع دائمة، ناهيك عن كونه وسيلة تدمير ذاتية للقوة السياسية نتيجة الصراعات التي يسببها المال داخليا..
المال السياسي: إنعكاس لضعف العمل التنظيمي وتنحيه لصالح الأساليب اللاشرعية..وهو يسهل إرتهان القرار السياسي بيد من بيده مفتاح صنبور المال "الحنفية"، مما يعني التسليم بسيادة ارادة الغير على مجريات العمل السياسي، وتحول قادة وأعضاء تلك القوة السياسية لعبيد يعيشون على الفتات..
المال السياسي: أسهل طريق لنفاذ الفساد الى جسم القوة السياسية، الأمر الذي يسرع في عملية تفككها أو تحولها الى عصبة إنتهازية نفعية،أو الى شركة مساهمة، ولكن بعنوان سياسي جذاب تزدان به النشرات والكراسات ومواقع الإنترنيت..
المال السياسي: مؤشر ممتاز على نوع المسلك الأخلاقي الذي تسلكه القوة السياسية في عملها التعبوي..فكلما إزداد الإعتماد على المال السياسي في ديمومة العمل التعبوي، إنخفض مؤشر الأخلاق وتسبب بتسطيح العقول، وبالتالي تفقد القوة السياسية قوتها الحقيقية، وإن بدت الصورة مخالفة لذلك على الأرض، لأن المال السياسي يعطي نتائج خادعة وقوة وهمية..
والمال السياسي: يزدهر في أجواء الفقر الفكري، لتحل مفردات الإنتهازية والإنحطاط وشراء الذمم، بدلا من الأفكار والتنظير والإقناع، وتبني البرامج التي تعبر عن هموم الشعب وتطلعاته..
كلام قبل السلام: المال السياسي خادمٌ جيد .. لكنه سيدٌ فاسد ....!
سلام....
https://telegram.me/buratha