المقالات

محطات في حياة عزيز العراق (قدس)..

622 18:21:00 2012-07-26

سعيد البدري

من منا لم يعش تلك المرحلة الكبيرة من تأريخ العراق التي تلت سقوط صنم البعث المجرم بكل احداثها وتفاصيلها, ومن منا لم يدرك اهمية وجود قادة كبار بمستوى عال من المسؤولية تجاه قضايانا فنحن متفقون اذا على محورية رئيس المجلس الاعلى الاسلامي انذاك و الذي لم يكن يمثل عنوانه هذا فحسب بل تعداه لزعامة مشروع استرداد الشيعة لحقوقهم, غير اني ارى ان العنوان اوسع من ذلك فالدور الذي لعبه السيد عبد العزيز الحكيم كان دورا وطنيا عراقيا لكل المكونات ويشهد به اعداءه ومن عملوا للوقوف بوجهه حسدا وبغضا قبل اصدقائه ومحبيه.فعزيز العراق الذي استحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق وبكل مراحل قيادته للعملية السياسية في البلاد, نظر للامور من زاويتين مهمتين اولهما المصلحة العليا للبلاد والتي لن تتحقق بهضم حقوق الاقليات والمكونات فضلا عن ضمان حقوق الاكثرية التي صودرت عبر مراحل التاريخ المختلفة, اما الثانية فانه كان ينظر لحركة التأريخ والتقلبات والمنعطفات التي يمكن ان تعصف بكل شيء والمتتبع لحركته يفهم هذا الامر بشكل واضح وجلي وقد واجه سماحته رضوان الله عليه بفعل مواقفه الكبيرة صعوبات جمة منها عدم استيعاب البعض لابعاد نظرته ومشروعه الذي لم يكن مشروعا شخصيا نابعا من تحقيق مصلحة فئوية او بحث عن مجد دنيوي لذلك فاتصالاته بقادة البلاد ومراجع الطائفة الشيعية, كانت تصب في تحديد المصلحة والسير باتجاهها رغم تشخيصه لها لئلا يقال انه كان يسير بنهج التفرد والهيمنة على القرار الشيعي فضلا عن القرار الوطني ولعلنا نتذكر جميعا موقفه الحازم من عملية التصويت على الدستور وطريقة كتابته المنسجمة مع طموحات الشعب ورؤية المرجعيات الدينية رغم معارضة مباشرة من امريكا وغير مباشرة من حلفائها الحكام العرب في المنطقة.وقد دلت تصريحاتهم وحملات قنواتهم الاعلامية على هذه المعارضة كما تابعنا بوضوح موقفه من الفتنة الطائفية بعيد عمليات القتل والتهجير والتي وصلت ذروتها بعد تفجير مرقد الاماميين العسكريين (ع) وتاكيداته واتصالاته على ضرورة وقف تداعياتها وعدم جر البلاد الى معترك الاقتتال الطائفي حيث حوصرت الحرب الاهلية الى ادنى مستوى وتم وقفها في نهاية المطاف بعد جهود جبارة لعزيز العراق, اما ما يؤشر نظرته العميقة في طريقة التعامل مع ملفات مهمة كاستعادة السيادة الوطنية واعادة العراق الى ممارسة دوره المحوري والذي سلب منه بسبب حماقات نظام صدام بعد غزوه الكويت, فيتضح جليا من خلال زيارته الى الولايات التحدة وبعض بلدان اوربا وعواصم البلدان العربية وقد شنت بعض الاطراف الجاهلة والخبيثة حملاتها المغرضة لافشال زيارته الى امريكا فجاءت النشرات الخبرية وعناوين الصحف والمقالات مشنعة ومستنكرة لهذه الزيارة وتحت عناوين مختلفة كلها تريد التشويش وعدم تحقيقها لاهدافها المرسومة لها وهي حث المجتمع الامريكي والرأي العام هناك على ضرورة ان يتعامل مع العراق على انه ند ودولة لها الحق بالسيادة على اراضيها واجوائها ومواردها, وهذا ما تحقق فعلا بعد مراحل كان لعزيز العراق الدور الكبير في رسمها وجعلها محل تطبيق ولتنفي مزاعم البعض بتبعية العراق للدولة الفلانية وللنظام العلاني .ان المحطات الكثيرة في عمله السياسي التي يمكن ان نتوقف عندها بفخر ونحن نتصفح سيرة هذا الرجل المجاهد والقائد الفذ, تدعونا لان نعمل ونعمل بجهد اكبر لتحقيق المزيد من الخدمة لشعبنا فما اراده السيد عبد العزيز الحكيم هو الحرية لهذا الشعب والاستقلال للعراق والعدالة في اوساط المجتمع وكانت متطابقة مع ما رفعه من شعارات نتمنى ان يصل الى تحقيقها من يسير امور هذه البلاد في يوما ما فرحم الله عزيز العراق واسكنه الله فسيح جناته ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك