بتغيير نيسان 2003 الكبير فإن وعي العراقيين قد تقدم، وارتفع عندهم مستوى الإرادة، وتفتح الفهم وزادت ثقافة الحقوق والتمسك بقيمة الحرية والكرامة، وقطع المجتمع العراقي أشواطاً بعيدة في هذه المساحات، ولم تعد مغالطات الحكومة والساسة لشعبنا مجدية، ولا الحملات الإعلامية المكثفة كافية للتغافل عن الحقوق، وباتت الوعود لا تقنع ما لم يصدقها العمل، وقد تغري بالمطالبة أكثر مما تلهي، وقد تلفت أكثر مما تصرف. أن القيادات السياسية الباحثة عن موطيء قدم لثابت، لابد أن تبحث عن ذلك أولاً لشعبها وليس لرموزها، ويتعين عليها أن تعرف أين وصل الشعب من وعي الذات، وماذا تغير في مستوى توجهه وإرادته واعتزازه بحريته وكرامته، وأن تحترم عمليا المكانة المتقدمة الجديدة التي صار يتبوؤها، وأن تحمل احتراماً لإنسانية الإنسان أساساً ولا تتغافل، وذلك من أجل أن تحسن التعامل مع الشعب، ويمكن له أن يتعامل معها التعامل المقبول. وعلى تلك القيادات إعادة حساباتها، بأن تطلب مودة الشعب بتغيير سياستها ومواقفها في التعامل معه، وتعترف للناس بحقوقهم وترعاها، وترفع عنهم صوت العذاب، وتكن لهم المحبة والمودة، لأن تعامل الشعب لن يكون معها إلا من جنس هذا التعامل حين يكون.
إن شراء مودّة الخارج لا تغني شيئا، والتوسل بالإعلام الزائف والأقلام المأجورة والذمم الرخيصة لا ينقذ من سقوط.. وكل ذلك وأضعاف مضاعفة من مثله، لا يقوم مقام نيل رضا الشعب. وهذا الرضا لم يعد الالتفاف على الحقوق والدعاية الإعلامية المكبرة، والكلمات البراقة والشعارات المغرية الفارغة، بقادر على تحقيقهما. ما يحقق هذه الثقة والرضا إنما هي مشاريع العدل على الأرض، والإنصاف والمساواة في العمل، والاحترام المطبق لقضية الحقوق، والاعتراف بإنسانية الناس وحريتهم وكرامتهم، وأنهم شركاء حاضراً ومستقبلاً وثروة وسياسة وأمناً وواجباً وحقوقاً.
وكي لا نبقى أسرى اللحظة الراهنة، فإن أي حكومة قادمة بالنظر للكم الهائل الذي خلفته سياسيات الحكومة الحالية التي باتت منتهية الصلاحية"أكسباير" من إحباط في قوب العراقيين، وما تسببته عشوائية أدارتها للأزمات والملفات المهمة من تراجع في طموحات وآمال العراقيين، عليها أن تدرك بأن أي حكومة تهتز علاقتها مع الشعب الذي تنتمي إليه لا يمكنها أن تعيش... إن من نصح بظلم الشعب فقد غش، ومن أشار بعداء الشعب فقد ضر، ومن لم يبدي كلمة نصح صادقة فقد خذل.
كلام قبل السلام: دائماً ثمة طريقة أفضل للقيام بعمل ما ، ويجب أن نحاول دائماً أن نجدها ...!
سلام....
9/5/726
https://telegram.me/buratha