المقالات

بلاد الشام في الامس القريب ..

651 20:11:00 2012-07-23

بقلم الباحث احمد الشجيري

لم يُعرف عن الاستعمارِ، في تاريخهِ أنه يسعى، إِلى تحقيقِ نوعاً مِنْ "الحضارةِ" في الدولِ التي يستعمِرُها.؟ ومثل هذا الأمر يُعدُّ بمثابة "حلمٌ مِنْ أحلامِ اليقظة" ليس إِلا.؟!

الاستعمار خلال بدايات القرن التاسع عشر على الأعمِ، أتخذ شكل "الموضة" بين الدول الكبرى، التي كانت تتنافس على استعمارِ أجزاء مِنْ العالمِ وقتذاك، فكلاً منها يسارع إلى السيطرةِ على جزءٍ منهُ، سيما الذي يجد فيه ما يُحقق مصالحه الاقتصادية أولاً، وهو الأهمُ لكُلِ أشكال الاستعمار.!

أما مصالح الاستعمار السياسية، فتظهر قوتها، وتأثيرها، في قُدرةِ مناوراتها السياسية، بين الدول المُستعمِرة نفسها، مِنْ حيث قُدرة أياً منهم في الحصولِ على أكبرِ ما يُمكن مِنْ تلك "الإِقطاعيات الواسعة".؟! سيما في ظل غياب كامل لأي "نفوذ سياسي" لتلك الإِقطاعيات" التي تصبح في المُحصلةِ النهائية، تحت هيمنة ذلك الاستعمار.؟ وتبدأ مرحلة "رفض قبولهِ"، والعمل على "مقاومتهِ" بكُلِّ الطرق التي تتأرجح صعوداً، وهبوطاً.؟

وأصبحت "الدول المُستعمَرة" وفق مفهوم "الدول المُستعمِرة"، مُجرد "إِقطاعيات"، على أرضِها يعيش "رقيقٌ"، لا حضارة، ولا عقيدة، ولا تاريخ، ولا...إلخ لهُمْ.؟ وعلى الضد مِنْ ذلك، يتوفر فقط في تلك الدولة المُستعمِرة، التي تعدُ نفسها ولا زالت بأنها الأحق بتلك "الاقطاعيات/الدول"، مِنْ شعوبِها "الهمج".؟

هكذا هي كانت النظرة الاستعمارية بالذاتِ لبريطانيا، ثم تليها فرنسا، سيدتا الاستعمار في العالمِ سيما في وطننا العربي.؟ وربما لا زالتا.؟!

تاريخياً: لم يطب لفرنسا أنْ ترى منافستها الكبرى، وجارتها عبر القنال "بريطانيا"، تُسيطر على الجانبِ الآسيوي مِنْ الوطنِ العربي.. فأخذت تحيي منذ 1912 فكرة استعادة الأمجاد الفرنسوية في سورية، مقابل تنازلها عن مصر لبريطانية، وكان البلدان قد وصلا إلى تفاهما المشهور حول شمال أفريقية في العام 1904. خطب "ريمون بوانكاريه"، في مجلس النواب قبيل عيد الميلاد، قائلاً: "نحنُ مصممون على الدفاع عن حقوقنا ومصالحنا (في سورية)، ونحنُ عازمون على المُحافظةِ على تقاليدِ فرنسة الوحيدة في الشرق"..

كانت بريطانية مُتفاهمة مع فرنسة، عند أشتعال نيران الحرب 1914 على تقسيم البلاد العربية في آسية بينهما، وعلى تحقيق ما أعلنه السياسي الفرنسي ليجو في البرلمان عند إعلان الحرب: "مِنْ الضروري أن تحصل فرنسة على ثاني قطبي محورها في المتوسط، قطب سورية - لبنان - فلسطين، بعد أن وقع القطب الأول، قطب تونس - الجزائر - مراكش في يدها.". وكان في البرلمان الفرنسي يومذاك، حزب قومي يُعلن عن مطامعهِ بالشرق بجُرأةٍ، ويُعادي بريطانية إلى أقصى حد. ومع هذا حصل التفاهم بين البلدين، على حساب استقلال الشعب العربي، سيما اتفاقية سايكس - بيكو..

فصلاً مِنْ فصولِ الرؤية الاستعمارية الرسمية الفرنسية المُبكرة جداً، نجدها في "برقياتِ التخاطب" عام 1920 بين رئيس الوزراء الفرنسي "ميلران"، والقائد العام لجيش الشرق الفرنسي "الجنرال غورو".؟ ولا أدخل في تفاصيلِ كيف زحف فيلق الثورة العربية الكبرى، بقيادة "الملك فيصل بن الشريف حسين"، الذي كان بمثابةِ "رأس الحربة" في طردِ العثمانيين مِنْ بلادِ الشام، مع القوات البريطانية والفرنسية، واحتلت كامل بلاد الشام، ثم "طُرد الملك فيصل" شرَّ طردة مِنْ قبلِ الاستعمار الفرنسي، وبموافقةِ الاستعمار البريطاني.؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك