المقالات

أطفال فوق الخط الاحمر

474 08:17:00 2012-07-18

• بقلم: علي لطيف الدراجي.

احدهم يمد يده المعروقة وعلامات البؤس وخطوط الشقاء ترتسم على وجهه البرئ واخر يحمل منظف زجاج وماسحة ويهرول باتجاه السيارات في اشارات المرور وقد اصبح لون بشرته وملبسه تؤامان.وبنات بعمر الزهور يقفن حائرات الى اين يذهبن واشعة الشمس تحرق اجسادهن النحيلة بسعير الفقر والخوف من غدٍ مجهول ، فهذا هو المشهد الاقل ايلاماً لواقع اطفال العراق الذين حطموا رقماً قياسياً لامثيل له في الوضع المعاشي المتدني متفوقين بذلك على افقر بلدان العالم.منذ سنوات مضت وعندما كنا نرى اطفال الصومال واثيوبيا وهم يصارعون الفقر المدقع والجفاف والمرض واكوام الذباب وهي تهيمن على افواههم كنا نقول(خطية) نتيجة المأساة التي كانوا يعيشونها وان كان هذا الامر مألوفاً لأن القدر جعلهم يعيشون في كنف بلدان تقتات على الفتات وهذا الاخير تتقاسمه واياهم السلطة السياسية الغاشمة ويد الاجنبي الاثمة.لكن عندما يرى من هو خارج حدود الوطن اطفالنا الذين لم يتجاوزوا ربيعهم العاشر موزعين على الطرقات وينتقلون كالفراشات من بيت الى اخر ماذا سيقول وكيف سيختار الوصف الملائم ، هل سيقول(خطية) ام سيلعن من هم في موقع المسؤولية حيث لم يعودوا يبصرون هذا الواقع الاسود لجيل من الواجب اعدادهم لقيادة مستقبل وطن اسمه العراق معبئين بالعلم والثقافة والادب والخلق القويم وقادرين على مواجهة النوائب التي نالت منهم للأسف وهم في مهدهم الوضيع.الم يعي (علية اليوم) حتى هذه اللحظة مخاطر وجود هؤلاء الاطفال ولساعات طويلة في الشارع صيفاً وشتاءاً وربيعاً وخريفاً ، وماذا ينتظرون وقد سرق منهم شيطان العصر ارواحهم بسيارات مفخخة وبعبوات عدادها اكثر من الزهور والشجيرات ، ماذا ينتظرون وقد انتهى عبق اعمار هؤلاء الاطفال في بئر الكلمات النابية والالفاظ السحيقة ، وبعضهم اصبح فريسة العصابات فأجبروهم على السرقة والقتل والخطف بعد ان وجدوا فيهم اداة طيعة لتنفيذ شر خيالاتهم ، والبعض الاخر اضحى في عداد المفقودين ولم يعد له اثر على كوكب الارض ، وهناك من وقع في فخ المخدرات والحبوب المهدئة فأنهارت قواه وطحن تحت اضراس الزمن من حيث لايشعر.وبعد سنوات من الان ستكونون امام سيناريو مقلق بطله مستقبل يبحث عن صناع حتى وان كانوا اشباحاً وعندها فقط ستشعرون كعادتكم بالحسرة ولماذا كنتم نائمين ولم تدركوا خطورة الصمت.لماذا عندما تريدون لاتفعلون وعندما تقعون في الخطأ تديرون عيونكم الى الماضي ؟ ولماذا الماضي ؟ هل لأنه قاس بعض الشئ ام لأنكم تشتاقون للتراب واريج ذراته وهو يسير امام نفخات انوفكم ؟وعندما يصبح الطفل من الماضي فنحن بلا مستقبل وبلا ارادة وبلا وجود لأننا قضينا على الشريان النابض وذبحنا الحلم الجميل الذي يعده غيرنا واحد من بنى الامل التحتية ولاتحلو الدنيا بدونه.لن اقول ياسادة يامسؤولين ويااعضاء البرلمان ويا ويا ويا !!ولن اركن للصمت ابداً لأن الصمت الذي بات من سجايا الاخرين لامكان له في قاموس حياتي ، بل سأقول اعطوا للطفل حقه فله في رقابكم ديناً ثقيلاً كونه الضحية الذي سرقت منه الابتسامة وهي الوحيدة التي لاتحلو الا على شفتيه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك