المقالات

تموز.. ثورة ام انقلاب؟

635 15:33:00 2012-07-16

بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

في مطلع القرن الماضي ترجمت مفردات من اللغات الاوروبية الى العربية، مراعية اللفظ وليس المفهوم.. ومنها مفردة "ثورة".. كاشارة للتغيير الجذري.. وانقلاب Coup d'Etat كاشارة لمؤامرات القصر والعسكر. اما الايرانيون فحافظوا -محقين- على مفردة "انقلاب" للاشارة للثورة.. وكذلك فعل الاتراك مع Coup d'Etat للاشارة لتدخل الجيش.. ومع الذكرى الـ 54 لاكبر حدث عراقي معاصر، نرى تموز كانقلاب او "ريفولوشن" حقيقي، رغم دور الجيش.. لكن الاحداث حولته الى Coup d'Etat، او عملية استيلاء على السلطة ليس الا.

غيّر الاصلاح الزراعي العلاقات الريفية جذرياً.. وتغير النظام الملكي الى الجمهوري.. وظهرت النقابات واولوية دور الشعب.. وتغيرت طبيعة العلاقات الخارجية.. وسن قانون 80 الذي كان بداية تغيير العلاقة بشركات النفط.. فتموز انطلق كانقلاب حقيقي لنمط العلاقات الاجتماعية والسياسية، لكنه ارتد على نفسه، وانتج تجاربا اكثر تخلفاً وايلاماً مما سبق.

سقطت الملكية لمصلحة العقل والمؤسسة العسكريتين وليس لمصلحة الجمهورية بمؤسساتها ومفاهيمها.. وانتقل العراق المحقق لامنه الغذائي والاستهلاكي عموماً الى بلد يعتمد النفط كليا. شهدت السنوات الاولى بعض التحسن الخدمي والسكني والصناعي وفي انظمة التعليم والصحة واستمرار الاهتمام بالبنى التحتية.. لكن الامر سرعان ما مال نهائياً لحكم الاستبداد والعسكر.. والمنطق الواحد والحزب الواحد.. والمغامرات والحروب الداخلية والخارجية التي قضت على البقية الباقية. لم ننجح في بناء علاقات ونظم افضل، على تخلف وتأخر النظام السابق.... وصار العراق يقف في مؤخرة دول المنطقة بعد ان كان في مقدمتها.

اسقطنا بنياناً ولم نقم بديله. وقضينا على نظام ولم نحل غيره مكانه. فما زالت الشعاراتية واللفظية اخاذة بالنسبة لنا.. اما البرامج والمؤسسات والمصالح وحالات النجاح والفشل بمعاييرها الموضوعية والعلمية، فبعيدة عنا. والامر لا يقف عند حدود الحكام والاحزاب، بل يتعلق بالمثقفين وابناء الشعب ايضاً. ورغم كل الالام التي شكلها تموز للبعض، لكن التعبئة الشعبية الواسعة التي رافقته، وانطلاق مفاهيم الجمهورية وانهاء الروابط الاستعمارية ببريطانيا، كان يمكن ان يسجل تاريخاً صاعداً للعراق.. يختلف عن الخط المتراجع الذي عشناه ونعيشه. فالنظام الملكي على تخلفه كان نظاماً يتقدم ولو ببطء.. اما ما اعقبه فلم يرق الى مستوى النظام. وهو ما يفسر تآكل اصولنا المادية والبشرية والفكرية.. وتراجعنا واعتمادنا المتزايد على النفط اقتصادياً.. والاستبداد والاخضاع سياسيا.. والتجهيل والخداع اجتماعياً وثقافياً.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك