سليمان الخفاجي
الشجاعة والارادة القوية وعدم الخوف والثقة ميزة من اهم ميزات الديمقراطيات الراسخة والتي اسست وتعاقبت فيها الدورات الانتخابية وتتعامل وفق تنافس البرامج والخطط وتتسابق احزابها في تقديم ما هو افضل عن طريق اقناع الناخب بجدوى انتخابه لها دون غيرها. وتاخذ السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية مساحاتها الطبيعية من غير تزاحم وبدون تضخم احدها وجميع السلطات تعمل على تقوية السلطة الرابعة الاعلام بكافة مشاربه واسالبيه وادواته ليكون رأي عام حقيقي يصنع قرار ينتج ضغط له حرية الطرح أي ان الدولة ومؤسساتها تختلف عن الحكومة, ومن هنا تجد طرح المشاريع الفريدة والقوية وربما الغريبة دون خوف من تهديد لانه سيتحمل المسؤولية كاملة ولا يتهرب ولا تخونه الشجاعة بان يقول لقد اخفقت, وبالتالي لا تجده متمسكا ولا على طريقة (لو العب لو اخربط الملعب) وما انطيهه, ولا التملص من استجواب او المثول امام البرلمان ولامحاباة وزير او شخصية, لا صفقات واتفاقيات بين الكتل وقادة الكتل بعيدا عن قبة البرلمان او الرقابة الشعبية, فالكل يعمل على جلب دعم الشارع لمشروعه لا اخفاءه عنه وجعله (اطرش بالزفة ), نعم توجد في تلك الديمقراطيات كعكة ومطبخ سياسي ولعبة ديمقراطية ومعارك انتخابية ربما تكون طاحنة الا انها في حدود الدستور والقانون وتنتهي في مواعيدها المحددة كما تبدأ في مواعيد معينة لاتتغير الا بما يشبه المستحيل, فبماذا نختلف عن الغير وعن تلك الديمقراطيات وهل توجد مقارنة مع ماعندنا هل يوجد التزام بالدستور وهل وهل وهل؟؟ اسئلة كثيرة لا توجد لها اجابة عند رواد الازمة ومن احتضنها وفقسها ودورها وجعل منها عقدة.اعتقد ان كل هذه المقدمة تمثل عذر لمن يخاف على العملية السياسية من المشاريع المطروحة من اجراء انتخابات مبكرة والعمل على تشكيل حكومة اغلبية وخشية حقيقية من عواقبها الوخيمة وعدم جدواها لما ستمثله من انتكاسة للعملية السياسية, فنحتاج الى وقفة جادة وملتزمة للوصول بتجربتنا الناشئة والوليدة الى بر الامان ولو بتجاوزها نسبة 50% من الديمقراطيات الراسخة.ان طرح الانتخابات المبكرة رغم كونه دستوري وقانوني, الا انه يتعارض مع الطريقة التي تدار بها الديمقراطية العراقية, ولاتنسجم مع سيرة من يطرحها ومواقفه وطريقة تعامله مع الاحداث والدستور وتعطليه لبنوده والدليل الازمة الحالية, فكيف نضمن نجاح ما سيأتي فهذا الحل لايعدو كونه احد تلك الحلول الترقيعية وابقاء الازمة قائمة والهروب من حلها بتعقيدها وتقسيم البلاد الى خندقين لايجتمعان الا بكسر احدهما الاخر ومن ثم الغاءه وتدميره ونسفه ونسف العملية السياسية معه وتدمير كل ماصنع وانجز طوال الفترة الماضية, بينما الحل لا يتعدى الجلوس واللقاء والتنازل والوصول الى الدورة القادمة باقل الخسائر كي تكتمل مؤسسات الدولة وتقوى ارضية الديمقراطية في العراق والتقليل من الاعوجاج الذي رافقها من خلال تفعيل لجنة الاصلاح وتقديم الجميع لرؤاهم الحقيقة لا رؤى الازمة والعمل عل عقد المؤتمر الوطني, وان تطرح الهواجس والمخاوف وتشخيص الخلل بلا خوف ولا خشية لتوضع الحلول وان كان الحرص بان يكون المكان الطبيعي للحل هو البرلمان لا الاعلام والغرف المغلقة والانتقال من مدينة لاخرى, ولن يكون بحرب اقليم ومركز, فانتخابات مبكرة بهذا العنوان يعني (انتخابات تعليك )وما ينتج عنها (حكومة كوتره) كما يعبر العراقيون بلهجتهم الدارجة فعندما نعتاد الجلوس تحت قبة البرلمان والالتزام بالدستور سنتوجه لانتخابات مبكرة..
https://telegram.me/buratha