كي نكون منطقيين، ولكي نصل إلى حلول لمشكلاتنا التى بدت مستعصية في باب مكونات مجتمعنا، علينا أن نعترف أولاً أن تلك المشكلات موجودة وعميقة ومتجذرة وأنها بالتالي ليست طارئة.. وبعد الاعتراف نقوم بتحديد الفروق والأسباب التي أدت الى أن يكون لكل من تلك المكونات رأيها ونسيجها المستقل..
نعم هناك أختلافات لكن بديهي أننا لن نجد خلافاً جوهرياً بين الديانات والمذاهب والطوائف، فكلها تتحدث عن الله الواحد، والخير والشر، بل إن هذه التعاليم الدينية والمذهبية لا تختلف كثيراً عن الفلسفات الوضعية من شرعة حمورابي إلى ما تكلم به زرادشت، و تعاليم بوذا الرائعة من حيث تنظيم المجتمعات والعلاقات، ولكن الخطورة التي نجدها في ثنايا الديانات السماوية أو في الفلسفات الوضعية لا وجود لها في الأصل، وإنما تطوع أحد الأتباع ( لا وفقه الله) بإضافتها لتصبح صفة ملازمة لهذا المذهب أو تلك الطائفة..! وتلك التي تتمثل في نفي الآخر وتخطئته ورفضه رفضاً مطلقاً..
والمفارقة أنك إن حاورت أحد ممثلي (الآخر) سينفي أعتناق الرفض والتخطئة، والكل تقريبا يتحدث عن التسامح وتلك هي الخطورة، فالتسامح مفردة مخطوءة تؤسس للتفرقة! ومعناها أن (الآخر) على خطأ وأنك تسامحه على خطأه وخطيئته!
ولعل الجواب المنطقي يأتي من تساؤلات مؤداها: ما معنى أن تعقد المؤتمرات والندوات ضمن الجانب (الواحد) دون الجوانب (الأخرى)؟ وما معنى أن يفسر أحدهم النصوص الأصلية ليظهر من خلال تفسيره أن من ينتمي إليه على جادة الصواب، وغيره في الضلال؟ وما معنى أن نلصق التهم بالآخر ونهدده بالنار التي أعدها الله للكفار؟ ومن هذه النقطة بالذات سيفقد الحوار ضرورته، ويبدو وكأن لا قيمة له بعد أن يتمترس كل واحد في خندقه لا يبرحه، ولا يقبل أن يشاركه الفضل أحد. وبديهي أنه لم يكن لأي صراع أن يستشري بين الناس لولا وجود المستفيدون، وكي يضمن المستفيدين استمراريتهم قسموا الغنائم القائمة على هذا المنظور، فأوجدوا أجيالاً ورتباً من المستفيدين الذين يحرصون على استمرار هذا النهج، ما دام كل واحد يطمح أن يأخذ المكانة العليا ذات يوم، وكان لهم ما أرادوا!
كلام قبل السلام: إرتكاب الأخطاء"حق" من الحقوق الأنسانية، فكل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين..لكن شريطة أن لا يتحول هذا "الحق" الى " إدمان"...!
سلام....
13/5/712
https://telegram.me/buratha