المقالات

المجلس الأعلى هل فرط بفرصة ذهبية

619 11:14:00 2012-07-10

حيدر عباس النداوي

سنسلم جدلاً بما صرح به نائب رئيس الجمهورية المستقيل الدكتور عادل عبد المهدي عند لقائه مراجع الدين الكرام في النجف الأشرف، وما أعلنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية والقيادي في المجلس الاعلى الدكتور همام حمودي من رفض المجلس للعرض الذي قدم من قبل ثلاثي أربيل والذي يقضي بسحب الثقة من رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي ومنح هذا المنصب للمجلس الأعلى يرشح من يريد ليكون رئيس وزراء العراق للفترة المتبقية من عمر الحكومة الحالية.ومن المؤكد ان موافقة المجلس الأعلى بهذا المنصب الذي هو أقرب إلى المنال من أي وقت مضى بعد حالة القطيعة التي وصل لها تحالف أربيل الثلاثي مع حكومة المالكي، والتي وصلت إلى حد مرحلة كسر العظم، أضف الى ذلك ان موافقة المجلس ستمنح الاغلبية المريحة لسحب الثقة عن الحكومة دون أن تترك ذريعة لرئيس الجمهورية جلال طالباني والذي برر عدم التوقيع على موضوع سحب الثقة من ان الشيعة في التحالف الثلاثي غير ممثلين بصورة واقعية، وان انضمام المجلس الاعلى سيضع رئيس الجمهورية في زاوية ضيقة مع ما للمجلس الأعلى من موقعية في نفس رئيس الجمهورية.إذاً ما الذي منع المجلس الأعلى من اغتنام هذه الفرصة ومسك المبادرة بيد من حديد، مثلما يفعل الآخرين واستغلال المنصب الأول في الدولة لاغراض حزبية وتنظيمية واعادة الهيبة للمجلس الاعلى الذي فقد الكثير من بريقه بسبب أخطاء الحكومة التي تحمل وزرها واخطاء المفوضية وقانون الانتخابات الذي اهدى أصوات ناخبيه الى التيار الصدري، بالاضافة الى أخطاء رجالات وقيادات المجلس الاعلى التي لم تكن مقصودة في كثير من الاوقات بعد تبني مبدأ ام الولد قولاً وفعلاً.وقد يكون في منهج ورؤى المجلس الاعلى وإطروحاته مدخلاً لمعرفة أسباب الرفض، والتي من أهمها ان المجلس الاعلى لا يبحث عن الحكم كغنيمة للتربح او الانتقام او التسلط انما يسعى الى بناء الدولة المدنية العصرية القائمة على العدل والحرية والمساواة وفق مبادئ الدستور الذي أقره الشعب العراقي، وان السعي الى الحكم في ظل الظروف الحالية يمثل انتحاراً وموتاً بسبب الظروف الشائكة والتي يعجز عن حلها لقمان الحكيم، هذا أولاً، وثانياً ان المجلس الاعلى أعلن ان المؤمن لن يلدغ من جحر مرتين، بعد أن قرأ ما بين السطور وأيقن ان بعض المنادين في اربيل بضرورة التخلص من المالكي لن يكونوا صادقين اذا جد الجد، وانهم سيتخلون عن تعهداتهم كما تخلوا عنها يوم رفضوا ترشيح المالكي في فترة ما بعد الانتخابات واقسموا أغلظ الايمان واعلنوا ان مفتاح ترشيح المالكي قد تم رميه في قاع المحيط الا انه بعد يومين تم العثور على المفتاح بوحي إلاهي وتم القبول بالمالكي رئيساً للوزراء وهذا ما حدث بالضبط من جديد عندما ادار التيار الصدري ظهره لشركائه في اربيل وقرر التوقف عن سحب الثقة والامتناع عن المشاركة في الاستجواب.من هنا فان المجلس الاعلى كان صادقاً فيما أعلن عنه من رفضه لمنصب رئيس الوزراء في وقت يسير فيه البلاد الى الهاوية، لأن قبوله بهذا المنصب سيجعله في صف الآخرين الذي لا هم لديهم غير مصالحهم الحزبية والشخصية وأكد بالقول والفعل انه يسعى الى بناء دولة عصرية مدنية وان تضحياته ليس من أجل فلان وفلان او إرضاءاً لهذا الطرف او ذاك إنما هي من اجل العراق والشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد الكاظمي
2012-07-11
مقال صريح و صحيح .. اتمنى من المجلس الاعلى ان يصحح مساره اكثر و اكثر و يستغل هذه الفترة للاصلاح و لحذف الامور التي تحز في نفس الشارع العراقي بتركها جميعا عندها سيعود قويا في الانتخابات
علي الغانم
2012-07-11
احسنتم اخي النداوي فقد اوجزت الموقف المبدئي للمجلس الاسلامي الاعلى المبني على حقائق باتت من اوضح الواضحات..تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك