خضير العواد
لقد سيطر آل سعود على القرار الخليجي والعربي ولهم تأثير كبير في القرار الدولي لما يمتلكونه من نفوذ وعلاقات ، وقد لعبوا دور كبير في تغير الثورات العربية عن أهدافها الحقيقية ، فهذه ثورة اليمن التي لم تنجز أي هدف من أهدافها فقط غُير الرئيس بنائبه وبقى أفراد السلطة كما هم ، وهذه ثورة البحرين التي يشترك فيها أغلب الشعب البحريني التي كادت أن تحقق ما تصبوا أليه هذه الجماهير لولا إرسال السعودية لجيشها بالرغم من العائلة المالكة في البحرين وبقية الثورات لعبت السعودية فيها وغيرت مسيرتها وأهدافها ، وبالرغم من معرفة العالم جميعه بالتحركات السعودية ولكن لم تستطع أي دولة وحتى الأمم المتحدة أن تنتقدها أو تتخذ أي ردة فعل أتجاه التدخلات السعودية في شؤون الدول وكذلك الشعوب ، بل من الصعب أن تسمع أو تشاهد أي حكومة تنتقد الأنتهاكات الصارخة ضد حقوق الأنسان في السعودية بل لم تُنتقد السعودية حتى من أمريكا بسبب إحتضانها وتمويلها للأرهاب والعالم جميعه يعلم أن الذي تبنى تدمير المركز التجارة العالمي هم افراد من القاعدة كما أدعت أمريكا وحلفائها وهذا التنظيم هو من صنع وتمويل ورعاية سعودية ، وقد أكتسبت السعودية هذه المكانة والقوة بسبب عاملين مهمين هما الكميات الكبيرة من النفط التي تمتلكها والمركز الديني بسبب وجود الأماكن المقدسة (مكة والمدينة) على أراضيها ، لهذا لم تتجرأ أي حكومة عربية أن تواجه الحكومة السعودية بالرغم من تدخلها في شؤونها الداخلية بل تعلن علناً بأنها ترصد ملايين من الدولارات لتغير النظام في العراق وكذلك سوريا أما عن طريق الأرهاب أو عن طريق المؤامرات السياسية ، ولكن الذي وضع رأس الملك عبد الله وولي عهده السابق نايف بن عبد العزيز وبقية أفراد عائلة آل سعود في الوحل وفضحهم وحطم كبريائهم وفعل بهم ما لم تستطع الحكومات على فعله ، فألذي قام به الشيخ النمر يندر في هذه الايام وكيف لا يكون كذلك وهو الذي واجه أخطر وأطغى دولة عرفها العصر الحديث ، الدولة التي تستطيع تغير الحكومات وترشي الرؤساء وتشتري من تريد بأموالها التي يضرب بها الامثال ، ولكن الشيخ النمر واجهها وهو أعزل من كل شئ سوى رحمة الله الواسعة فكانت خطبه النارية تشعل النيران في قلوب أمراء هذه العائلة المجرمة وكل من يتعاطف معهم ، حتى أصبح مثل عند الوهابية أنفسهم عندما يقولون في مواقعهم الألكترونية الملك لا يقدر إلا علينا فهذا الشيخ النمر(الرافضي) قد مزقهم أربا أربا ولكنهم ضعاف أمامه ويخشون مواجهته ، وبالفعل لم تستطع الحكومة السعودية أن تلقي القبض على هذا الشيخ النحيف لفترة ليست بالقصيرة ولم تستطع في نفس الوقت أن تسكته بالرغم من التهديدات التي ترسلها له، ولكنه بقى صامداً ومهيئ نفسه لملاقاة الحتوف وهو يذكرنا بأبطالنا الخوالد كصعصة بن صوحان وعدي بن حاتم الطائي وميثم التمار وهاني بن عروة وغيرهم ممن وقف أمام الطغاة وهو يردد كلمات الحق و يصفع بها وجوه الطغاة والمجرمين فكانت كلماته كما كانوا هم مصداق لحديث الرسول (ص) ( أعظم الجهاد عند الله كلمة عدل عند سلطان جائر ) وهل توجد أعظم من كلمات الشيخ النمر التي دوت في أرض العوامية (القطيف) أمام أطغى الحكومات وأجرمها في العالم ، هذه الحكومة التي يعاني من ظلمها أغلب شعوب العالم إن كان بصورة مباشرة أو من خلال دعمها للطواغيت أو الإرهابين ، فقد أنتصر الشيخ النمر على آل سعود أولاً عندما حمل رأية المواجهة والثورة وكسر حاجز الخوف وخرج صارخاً بكلمات الحق التي ستدوي ما شاء الله من الزمان كما دوت كلمات أبا ذر وباقي الأحرار أمام الطاغية معاوية وبقية الطواغيت في العالم ، وأنتصر ثانياً عندما جعل هذه العائلة ترتبك خوفاً وفزعاً من كلماته النارية التي دفعتهم أن يدخلوا جميع البلاد في حالة طورئ ويرسلوا القوات المدججة بالسلاح لكي يواجهوا الشيخ النحيف الذي لايملك إلا معتقداته الحقّانية ومبادئه الحسينية وكلماته البركانية ويصل الى ما يبغي أليه من نتائج ، فقد إقتدى هذا الشيخ البطل بسيده وإمامه الحسين (ع) عندما قال لجيش بني أمية (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد) ، (فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما) فكان كذلك فلم يسالم أو يهادن بل واجه أسلحتهم الفتاكة بصدرأعزل لا يأبه بالإعتقال أو الموت لأنه نادى كما نادى أصحاب رسول الله (ص) من قبل أما النصر أو الشهادة فكليهما نصر وعزة وكبرياء وقد فازالشيخ النمر بجميعها ، وهكذا فقد أنتصر الشيخ النمر على آل سعود مرتين مرة حين تحمل المسؤولية والخروج عليهم بصرخاته المدوية والثاني حين حصل على ما يخطط أليه من نتائج (أما النصر أو الشهادة) .
https://telegram.me/buratha