خضير العواد
إن المسلمين قاطبةً يؤمنون بظهور الإمام المهدي المنتظر (عج) في أخر الزمان مع أختلاف بسيط فأتباع أهل البيت عليهم السلام يقولون أنه مولود ولكنه في غيبة طويلة حتى يأذن ألله له بالخروج أما أبناء العامة فيقولون أنه سيولد في أخر الزمان ، ولكن كلا الطرفين فأنهم يعتقدون بظهور المهدي المنتظر (عج) في أخر الزمان ويعتمدون في ذلك على العشرات من الأيات القرأنية ومئات بل ألاف من الأحاديث النبوية الصحيحة التي ينقلها كلا الطرفين فهذه بعض الأيات القرانية التي ذكرها المفسرون التي تبين خروج المنقذ في أخر الزمان :قال ألله سبحانه وتعالى( وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستلخفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم ).... (1) قال الله سبحانه وتعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ....(2) قال الله سبحانه وتعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)......(3) قال ألله سبحانه وتعالى : (ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)......(4) .قال رسول ألله (ص) ( من أنكر خروج المهدي فقد كفر )........(5) ، قال رسول ألله (ص) (لا تزال هذه الأمة مستقيماً أمرها ظاهرة على عدوها حتى يمضي إثنا عشرة خليفة كلهم من قريش )........(6) ، قال رسول ألله (ص) (المهدي من أهل البيت يصلحه ألله في ليلة ) ......(7) ، قال رسول ألله (ص) (لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي من ولد فاطمة فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا ) ......(8)، وغيرها من ألأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن خروج الأمام المهدي المنتظر(ع) في أخر الزمان ، ولكن المسلمين بالرغم من إتفاقهم على هذا الأمر ولكن إختلافهم في فترة ولادته ، ومن خلال السيرة النبوية والأحاديث الشريفة التي تتكلم حول أهل البيت (ع) والإمامة فأننا سوف نصل الى مبتغانا وهي فترة ولادته عليه السلام: قال رسول ألله (الأئمة من بعدي أثنا عشر كلهم من قريش ).....(9 ) ، قال رسول ألله (ص) (لا تزال هذه الأمة مستقيماً أمرها ظاهرة على عدوها حتى يمضي إثنا عشرة خليفة كلهم من قريش )........(10)قال رسول ألله (ص) (من مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية ).......( 11) ، من خلال هذه الأحاديث الشريفة حدد رسول الله (ص) عدد الأئمة وهم أثنا عشر إمام وجميعهم من قريش ويجب على كل مسلم أن يعرف إمام زمانه وإلا سوف تكون ميتته ميتة جاهلية والإمام المهدي (ع) من هؤلاء الأئمة الإثنا عشر أي يجب معرفته فإذا كان لم يولد بعد فكيف تتم معرفته وكيف يتولى أمور الإمامة لأن ألإمام هو الذي يقتدى به.......(12) أي يجب أن يعيش الإمام ما بين الناس حتى يتم الإقتداء به وهذا لا يتم مع عدم الولادة أي يجب أن يكون الإمام مولوداً حتى تتم شروط الإمامة وهي الحياة ، قال رسول ألله (ص) (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب ألله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فأنظروا كيف تخلفوني فيهما ).....(13)، في هذا الحديث يؤكد رسول ألله (ص) على حتميت الملازمة مابين أهل البيت عليهم السلام والقرأن الكريم ، إذا كان القرأن الكريم الأن بين أيدينا فمن هو الذي يمثل أهل البيت عليهم السلام ، لأن رسول ألله (ص) قال لن يفترقا ، فإذا كان الإمام المهدي (عج) لم يولد بعد أو سيولد في أخر الزمان فأن الفراق قد تم مابين أهل البيت عليهم السلام والقرأن الكريم وهذا يخالف قول رسول ألله (ص) الذي قال فيه ألله سبحانه وتعالى (وما ينطق عن الهوى إن هوإلا وحيٌ يوحى )........(14) أي يجب أن يتحقق قول رسول ألله (ص) أي الذي يمثل اهل البيت عليهم السلام مولود ويعيش معنا وهو مرافق للقرأن وملازم له وهو الإمام المهدي المنتظر عليه أفضل الصلاة والسلام ، أما غيبته فقد أجمعت عليها الأديان السماوية والوضعية بالإضافة الى الأراء العلمانية وكذلك أتباع أهل البيت عليهم السلام فقد قال رسول ألله (ص) (المهدي من ولدي الذي يفتح ألله به مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبه لا يثبت على القول بأمامته إلا من أمتحن ألله قلبه بألإمان )...(15) ، أي من خلال الاحاديث النبوية الشريفة الصحيحة التي يؤمن بصحتها أغلب المسلمون يتضح أمر الإمام المهدي (عج) الذي ولد في ليلة النصف من شعبان عام 255 هجرية وغاب الغيبة الصغرى في عام 260 هجري وبدأت الغيبة الكبرى عام 329 هجري وسوف يخرج عندما يأذن ألله له ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا ، اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين .
1-سورة النور أية 57 2- سورة الأنبياء أية 107 3-سورة التوبة اية 33 4-سورة القصص أية 5 5-فرائد السمطين , الجويني ,ج2 ص334 ح 5856-سنن أبن داود ,كتاب المهدي ,ح4280-4281 :وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج5ص92 :الدلائل ,البهيقي ج6 ص 520 7- مسند أحمد ,أحمد بن حنبل ,ج1 ص84 ,دار صادر بيروت 8-فرائد السمطين , الجويني ,ج2 ص334 ح585 9- ينابيع المودة و للقندوزي الحنفي ,ج3ص160 , طبعة بيروت 10- سنن أبن داود , كتاب المهدي ,ح4280-428111- مسند أحمد,ج4وص96:الإحسان بترتيب صحيح أبن حبان ,ج7ص49ح4554:حلية الأولياءج3ص224: كنز العمال ج1ص103ح464 12- تاج العروس , للزبيدي ,ج8ص192 13-السنن الكبرى ,النسائي,ج5ص45:سنن الترمذي ج5ص338,المعجم الكبير للطبراني,ج5ص154ص186 14- سورة النجم أية 2-6 15- ينابيع المودة , للقندوزي الحنفي ,ج3ص238
https://telegram.me/buratha
