عباس المرياني
تعودنا بعد كل يوم دام ان يطل علينا المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون بوجه عبوس شديد المحيى يجسد مشهده التمثيلي بدقة واتقان ليعلن ان ما حدث ويحدث لا يمثل خرقا امنيا وان القوات الامنية نجحت بتفكيك عشرة سيارات مفخخة وخمسة عشر عبوة ناسفة ومثلها لا صقة مع القاء القبض على خمسين ارهابيا والعثور على كدس عتاد وخمسة بنادق صيد وثلاثين"مصيادة" وستة مسدسات كاتم للصوت وثلاثة اخرى ابو الصجمه, من تلك المسدسات التي يستخدمها الرفيق عزة الدوري ثم ينهي حديثه دون السماح بطرح الاسئلة او الترحم على ارواح الشهداء والتمنيات للجرحى بالشفاء.
واذا كان سقوط العشرات من الابرياء وفي مناطق ومحافظات متعددة بواسطة المفخخات او العبوات لا يمثل خرقا فما هو الخرق في عرف القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزارة الداخلية وبعرف الناطق الرسمي لخطة فرض القانون او قيادة عمليات بغداد!! ومتى ستعلن الاجهزة الامنية ان ما حدث خرقا امنيا وما الذي ستقوم به في حالة حدوث مثل هذا الخرق هل تقتل نفسها او تقدم استقالتها ام انها ستحمل الشعب العراقي مسؤولية الخرق لانه سبب الالم والازعاج واقلق راحة الدولة المدنية.
ان ما يحدث من قتل يومي منظم ضد المواطن البريء, امر محزن ويدعوا الى الاستنكار والحزم لمعرفة اسباب حدوث مثل هذه الخروقات اليومية المتكررة ويدعوه ايضا للتساؤل؟ عن دور وزارة الدفاع والداخلية والقائد العام للقوات المسلحة وهذه الجيوش الجرارة الغير قادرة على وقف اعتداء نملة تطال ابناء الشعب العراقي, ومن هي الجهة التي بامكانه ان يلجا اليها ومتى يعتبر هؤلاء ان الدم العراقي مقدس وان اراقته تمثل نهاية المدى وانه الحد الفاصل بين الوجود واللا وجود.للاسف ان الاستهانة بحرمة الدم العراقي وصلت الى حد اصبح معه التفجير والقتل اليومي امر طبيعي وايقن القائمين على هذا الامر ان كل ما يمكن ان يحدث هو برقيات الاستنكار والشجب ومن بعدها, انا لله وانا اليه راجعون, وعلى عوائل الشهداء ان يتحملوا مسؤولية موت ابائهم او ابنائهم وعليهم ان لا ينتظروا من الحكومة شيئا لان قضيتهم ليست مهمة بقدر قضية مجالس الاسناد وشراء الذمم واستقدام الراقصات والمومسات وتوزيع الكارتات بواسطة الطائرات وارجاع البعثية الى المناصب الحساسة والعسكرية".
لن يتغير شيئا حتى لو بقينا نتكلم الف عام وعام طالما بقي الفكر المسيطر على الملفات الامنية فكرا تسلطيا ومنغلقا وعارفا بان كل ما يحدث لا يمكن ان يزحزحه من مكانه فلا المؤسسة التشريعية شريفة وقوية لترد الباطل ولا المؤسسة العسكرية مهنية او وطنية لتنتفض من عهرها ولا الشعب العراقي يعتز بحياته فيثور ليحافظ عليها.
قبل ايام اقيل رئيس برغواي من قبل البرلمان لان [15] قرويا قتلوا ترى متى سينتفض برلماننا العتيد وينتصر لارواح العراقيين الابرياء ..اشك بذلك لان مقتل الاف الابرياء لم يحرك فيهم الشرف والغيرة والرجولة ..
https://telegram.me/buratha