خميس البدر
مراهنات كسر الإرادات وإقصاء الآخر وشعارات النصر الوهمي غادرت حسابات الفرقاء السياسيين ورواد الأزمة، ويبدو ان حضانتهم الطويلة للأزمة والذي أدى إلى تفقيس كل هذه الأزمات والتي يصارعها العراق لم يأتِ بالنتيجة المطلوبة، من تفريخ مكتسبات وتوليد غنائم بل انعكس سلباً على الحاصل القديم مما حدى بالجميع الحفاظ عليه وبأقل الخسائر، وبما أنهم غادروا الحوار والالتقاء او المواجهة المباشرة وابتعدوا عن الصراحة والشفافية ولما أثبتت عملية تدوير الأزمات فشلها وعدم فاعليتها كانت النتيجة الهروب بطرق باب الدستور الذي جعلوا منه مطية لمصالحهم فراحوا يبحثون عن ثغراته ومداخل يمكن أنّ تبقي لهم ماء وجه وتحفظ لهم كرامة وبقية مصداقية على مستوى أقرانهم السياسيين، اما الشعب فلا يرغب بمزيد من التبرير ولا المشاريع الفاشلة ولا المعارك الجانبية فهو مشغول بمعركته التي تركه رواد الأزمة يصارعها وحدة فبات المواطن العراقي يكافح من اجل أمنه وحفظ كرامته و يكدح لتوفير قوت عياله بعد أنّ شحت وزارة التجارة ببطاقتها التموينية وطردته دوائر الحكومة من تعييناتها فلا يمتلك مؤهلات انتماء ولا ولاءات حزبية ولا روابط نسبية بذوي الحقائب الوزارية او علاقات ومصالح مع النخبة الوطنية، وهو مقتول مشرد مهجر مبتلى بكل عذابات الفترة البعثية وان حمل شهادة الماجستير والدكتوراه فلن يحسب على الأحرار ولا يملك شهادة نجيفية (غير صالح ومطلك ) من العراقية، ولا يحميه القانون ولن تشمله الرحمة الكردية فلماذا يسمع صوت لأزمة أو يتابع أخبارها مادام الجميع لا يحسب حسابه ولا يقدر ظرفه ولا ينوي أنّ يفعل شيء للكهرباء التي طال انقطاعها وتكوى بانقطاعاتها (التموزية) اللاهبة وحده، فتحولت الكتل المتصارعة الى الهروب من الأزمة الى فضاءات جديدة توفر لها أطول مدة من الوقت كي تبقى في أماكنها، فكلهم يراهنون على الوقت وان طالبوا بسحب الثقة وان انعدمت الثقة وان طالبوا بانتخابات مبكرة او حكومة أغلبية أو المساءلة داخل البرلمان، أما إلى متى وما هو الوقت المطلوب فالجواب هو إلى حين يحتاجون المواطن وما يملك من صوت يعودون تترقق الأصوات وتنحني الهامات وتهتز الرؤوس وتميل القامات وتمتد الأيدي وتظهر الوجوه كل الوجوه الهاربة بشوارب وغير شوارب لحى طوال وحواجب مرسومة صدور مكشوفة وشعر يهفوا إليه قلب الناخب وحجب تستر قباحة ما فعلوا وصور ولا فتات بوسترات عملاقة وبرامج تلفزيونية تكشف عن سوء ما قدموا يوهمون من يريد أن يتوهم، أما الغالبية العظمى فلن تنسى من هرب ومن فجر ومن ضحك على الذقون من باع بلا مقابل من نكث ومن افسد من هدد ومن أرعد ومن سكت واعتقد بأنها ستتجه إلى من وقف معها من دافع عنها من طالب بحقها من لم يقتسم أو يقطع الكعكة ستكون مع من لم يشهد زور على أكذوبة حكومة الشراكة الأربيلية برائحتها التي تزكم الأنوف، فيا أيها الفرقاء السياسيين يا رواد الأزمة يا من فقستم الأزمات و دورتموها وحورتموها، يا من جعلتموها من لعبة أطفال إلى أزمة ومن ثم الى عقدة سياسية لا تهربوا وتحملوا خطاياكم وكونوا مسؤولين ولو لمرة واحدة لا تهربوا وحلوا الأزمة، تحاوروا تقابلوا تناقشوا تقاسموا قطعوا كعكتكم من جديد لكنّ لا تراهنوا على الوقت فانه ليس بصالحكم ولا تنتظروا ما يملكه المواطن فانه ليس لكم سيعاقبكم سيقصيكم لا تهربوا فتجبروه على ركل مؤخرتكم فلن تستطيعوا الفرار بهروبكم.
https://telegram.me/buratha