يبدو أن عامنا هذا ليس رقما لسنة كباقي السنوات المنقضيات، و تتذكرون أن عامنا الذي سبقه أنصرم وعددا من الحكام العرب لم يتيسر لهم تبادل التهاني فيما بينهم بحلول العام الجديد، فقد رحل عدد "مهم" منهم رحيلا قسريا، ليس بأيادي أجنبية كما رحل صدام في العراق، ولكن شعوبهم دفعتهم الى الرحيل عنوة..فبعضهم توجه الى مملكة السعودية، ولكنه سيلاحق باللعنات ليعيش بقية عمره تحت رعب المثول في قفص الإتهام ولو على نقالة طبية، الأمر الذي لم ينفع "مبارك"!.. بعضهم الآخر قتل شر قتلة، وسحقته أحذية المحتجين وهم يصيحون "أرحل..أرحل..أرحل.."!.. بعضهم الآخر في الهزيع الأخير من ليله، لا للحياة ولا للموت..! في عامنا هذا سيطأطيء بعضهم الآخر رأسه للجماهير، وسيعمل ما بوسعه لإرضائها، ولكنها سترد عليه أن الوقت قد فات والثعلب فات فات وفي ذيله سبع لفات، وعندها سيندم ولات ساعة مندم..بعضهم الآخر سيحاول أن يجد له ملاذا في مكان ما في الخليج أو الجزيرة العربية، ولكنه سيجدها تنور يغلي، فهي الآخرى سيعاني حكامها من وضع لا يحسدون عليه، وستمتنع عن إستقباله لإنشغال حكامها بحالهم!..بعضهم الآخر سيختفي مثل فص ملح وذاب في بحر كبير، ربما سيقوم بإجراء عملية تجميل لتغيير هيئته وتلك هي الفضيحة!..من سيد مطاع شاغل الدنيا ومالئها الى نكرة وقد إختفى أختفاءا كأثر بعد عين.. هنا في العراق الأمر مختلف نسبيا، فقد رحل الأحتلال الأمريكي، وبرحيله سيتغير هنا الكثير، وستحدث تغيرات في الوجوه السياسية ولكن ببطء يتناسب مع بطء إتخاذ القرار هنا وفقا لآليات "الديمقراطية البطيئة"، وهو الوصف الذي نراه مناسبا لعمليتنا السياسية! وستتبدل المواقع في لعبة الكراسي،وستزول عناوين وستستحدث عناوين، وسيحصل صراع شرس على البقاء الذي لن يكون للأصلح..! لكن الأهم من ذلك كله، وتحت ضغط الإرادة الشعبية، وجهد البقية الصالحة الخيرة من الساسة، سنجد أن كثيرا من الفاسدين والمفسدين ولصوص المال العام من المسؤولين الحكوميين سيرحلون أما الى ملاذات خارجية رتبوا أمرهم فيها باكرا...أو أن يد العدالة ستطالهم وسيقبعون في السجون، ولكن من درجة خمس نجوم!..ومع ذالك سينطبق عليهم المثل العراقي: "إشما ياكله العنز إيطلعه الدباغ*..!
كلام قبل السلام:لا علاقة لدباغ العنز بأي دباغ آخر ...والحر تكفيه الأشارة..
سلام...
https://telegram.me/buratha