سعيد ألبدري
تجري التأكيدات المتصفة بالنضج على ضرورة أن تنبع الحلول للازمة السياسية الراهنة في البلاد من داخل البيت العراقي وان تشابكت المصالح وأخذت العلاقات مع الحكومات والدول الشقيقة والصديقة بعداً آخر في الأزمة بات ينذر بجعل العراق ساحة احتراب لقوى وأجندات متضاربة، فكل اللاعبين الدوليين والإقليميين سيدلون بدلوهم أمّا تطوعاً لإثبات وجودهم المؤثر في العراق او بدعوة من بعض الفرقاء للتأثير واثبات غلبتهم على غرمائهم، من هنا تكون هذه التأكيدات والدعوات الصادقة لانبثاق الحلول وتبلورها من هنا وبإرادة عراقية خالصة ومع انتقاد البعض وامتداح آخرين للدور الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة في العراق نجد أنّ القلق هو السمة الملازمة لآراء ومواقف الفرقاء، فمن ينتقد لا يريد دور الأمم المتحدة ان يتمدد وتفرض نفسها وصياً على الإرادة الوطنية في ابتداع حلول قد تكون بعيدة عن الواقع العراقي ومن يمتدح يريد لهذا الدور أنّ يكون متوازناً أو قريباً من وجهة نظره، وبين هذا وذاك يمكن لنا ان نقيس حجم الانتقاد والامتداح لادوار أخرى ممكن ان تكون أو تطرح من قبل هذا وذاك من اللاعبين العرب والإقليميين إننا كشعب عراقي نجد ان بلدنا يحتاج وعبر قادته وفعالياته ونخبه ان يقفوا وينظروا بمنظار مصالح الشعب لا مصالحهم ومصالح المرتبطين بهم بشكل خاص، فاقتصادنا معطل بشكل أو بآخر وأمننا مهدد وحياتنا أصبحت لا تطاق في ظل حالات الاستهداف والتصعيد وعدم الاستقرار، بينما يفتل الكلّ عضلاته ويريد للدنيا ان تقوم وتقعد لتنتهي بانتصاره ولو على حساب كلّ شيء ليثبت لنفسه وبعض المحيطين به انه منتصر وقوي نعم سنقول للمنتصر انك قوي في حال انتصر لنا وبذل من جهده ووقته لإسعادنا وخلاصنا من مشاكلنا سنقول له انك قوي لو تنزل عن عرشه العاجي المحاط بالأوهام وتراجع خطوة أو خطوتين عن تشدده ومواقفه المتشنجة، وسنقول له كما نقول ونردد بلهجتنا العراقية الدارجة (خلف الله عليك وانته عالراس)، فبهذه الروحية وبوحدة الموقف وتوفر النوايا الصادقة يكمن الحل لا ان يسيروا بنا إلى هاوية الله يعلم ان مستقرها ونهايتها ومع استقراء مواقف أطراف الأزمة والمحيطين بها نرى بوضوح ان خطوات المجلس الأعلى وقيادته ودعواته التي لم تنتهي وشكلت على الدوام الفيصل والمنطلق للحل والتي عبرت عن حس وطني عالٍ وشعور مسؤول بهموم الشعب وتطلعاته لتعلن وبكل شجاعة ضرورة أنّ تكون منطلقات الحل عراقية، فبيتنا العراقي هو الأساس لمن يريد أنّ يسير منه باتجاه الحل بينما تأتي المبادرات والحلول والمقترحات الأخرى وان أراد أصحابها أثبات حسن النية ستبقى في النهاية مثار حساسية وشك وريبة لأنها ستكون منحازة وغير قادرة على لم شتات الفرقاء .. إذن الحل ينبغي أن ينطلق من هؤلاء المتخاصمين وباتجاههم ليكون حلاً مقبولاً بأن يتنازلوا لبعضهم البعض، وسيكون مقنعاً أكثر أنّ جاء على لسان من يجدون فيه الحرص والقدرة والكفاءة على جمعهم حول طاولة الحوار الوطني الذي لا غالب فيه ولا مغلوب ... لأن استمرار الأزمة الحالية ليست في مصلحة العراق وشعبه وهذا ما يجب أن يفهم اليوم وغداً.
https://telegram.me/buratha