خميس البدر
مع كل الشد والجذب والمهاترات وتباري المتبارين وتنافس المتنافسين وظهور الفرقاء السياسيين بمظهر العداوة والاحتراب ووصول الأزمة إلى نقطة النهاية واللاعودة، باتت العملية السياسيّة على حافة الهاوية ومع تشعب هذه الأزمة وتداخل المصالح وتعدد أطرافها واختلاف الأهداف التي تحركها إلاّ أنّ مواقف رجال وشخصيات مثلت دائماً صمام الأمان وضمانة حقيقة للشعب العراقي والدفاع عن مصالحه خفف من حدتها وعدم تطورها أكثر أو إبقاء الأمور في حدود التراشق المتبادل، وبقاء أمل في الحل و تحقيق الإصلاح فما عرف عن السيّد عمّار الحكيم من بعد نظر في مواقف عديدة وأزمات كثيرة والوضوح في التعامل مع الآخرين، واحترام وجهات نظرهم مع عدم تبنيها والتعامل مع الجميع وعلى قدم المساواة، فهو لا يبتعد عن احدهم فلا قطيعة مع احد، ويحافظ على مسافة متساوية في التعامل بينه وبين الجميع لا يتجاوز هو عليها ولا يسمح بتجاوز الآخرين، وهذه المسافة هي ساحة العمل والحراك المشترك وتبادل الأفكار والحوار والخروج بفهم مشترك، ناهيك عن المبدئية في المواقف وهذا لا يعني التحجر والتزمت والتطرف بل هو الفهم والإيمان الحقيقي بالمشروع الذي يحمله رغم كلّ ما قيل عنه وما تعرض له من اجل إنجاحه والتحرك نحو الهدف المركزي بخطى ثابتة، فضحى بالغالي وقدم أثمان باهظة لأجل أن يراه أمر واقع وحقيقة على الأرض، مما أهله أنّ يكوّن خيار التحالف الوطني في هذه المرحلة وبالإجماع ومن كافة أركانه وكتله كمفاوض ومخول عن التحالف في الحل وتحديد مسار الأزمة وإمكانية تطويقها فالإيمان بالتكامل والتحالف التأريخي بين المجلس الأعلى وآل الحكيم مع الأكراد ومام جلال طالباني، وما مثله من بعد تأريخي وديني ومظلومية ونضال وتضحيات والتركيز على هذه المحورية ونقطة الارتكاز وما شكلته من قاعدة رصينة للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق الجديد وعدم المخاطرة بكل العراق من اجل بعض المصالح والأجندات الشخصية والمكاسب الآنية، وان لا تترك الأمور بيد تجار الأزمات والفتن والاستماتة على المناصب والحصص والغنائم وهذا ما جعل الجميع يقف عند ما قاله الطالباني ومحورية الحكيم، وليس غريب ان يجمع التحالف الوطني على شخصية السيّد عمّار الحكيم و ان يسكت الأكراد وينصتوا للطالباني رغم تغير المعطيات فواقع الورق وحساب المقاعد ليس بصالح الطالباني ولا الحكيم كما روج له في أروقة كردستان والتحالف الوطني طيلة الفترة الماضية، إلا أن الأمور على ارض الواقع وما لهم من ثقل اجبر الجميع ولأنهم يشكلون الرقم الصعب، فعجز الفرقاء وما أوصلوا البلاد إليه من خلال هذه الأزمة رجح كفة الحكيم والطالباني وهو ترجيح لكفة العراق ورضوخ لإرادته وتحقيق مصالحه وهما يمثلان هذا البعد وهذا الإطار ومعهم يمكن أنّ نتحدث عن عقلانية وحلول والوصول إلى رؤى واضحة ومن ثم الانطلاق من جديد.
https://telegram.me/buratha