المقالات

عندما نتاجر بالوطن في سوق النخاسة

641 11:48:00 2012-06-21

كامل محمد الاحمد

المتابع والمراقب للمشهد السياسي في العراق حاليا وما يحفل به من صراعات ونزاعات ومساومات ومؤامرات يشعر وكأن مايجري عبارة عن تعاملات تجارية في السوق تغيب عن قيم الصدق والنزاهة ونظافة اليد والوضوح ويحضر فيها الكذب والتدليس والتزييف والخداع والتضليل والنصب والاحتيال.. وفي مثل هذه التعاملات يربح بها بعض التجار ارباحا باهضة ويخسر اخرون، وفي وقت اخر يتحول الرابح الى خاسر والخاسر الى رابح في خضم حالة عمى كامل عن كل شيء الى تحقيق المكاسب بأية طريقة كانت..وفي ظل تلك الوتيرة المتواصلة يكون المواطن العراقي هو الخاسر دائما، علما ان لاناقة له ولاجمل في صراع الساسة ومعاركهم العبثية بعناوينها الضيقة والانانية والانتهازية. يكون المواطن خاسرا لانه منسي دائما وخارج دائشرة البحث والنقاش والتنافس والصراع، فلم نسمع ان كيانين سياسيين او زعيمين سياسيين اختلفا وتصارعا حول تقديم الخدمات المواطن وحل مشاكله، فصراعاتهم على طول الخط حول المناصب والامتيازات والمواقع.. المواطن العراقي خاسر وتزداد خسارته يوما بعد اخر وكلما احتدم الصراع بين الساسة، لان حياته وحياة ذويه تكون عرضة بدرجة اكبر للخطر، لان الازمة السياسية تولد ازمة امنية، والاخيرة تعني ازهاق ارواح وسفك دماء.. وتزداد خسارة المواطن بفقدان وسوء الخدمات كالكهرباء في حر الصيف اللاهب، والماء الصالح للشرب-ناهيك عن عدم توفر الماء حتى غير الصالح للشرب في مناطق ومدن كثيرة، الى البطالة وغلاء الاسعار وشبه الغياب التام لمفردات البطاقة التموينية، وازمة السكن الخانقة، ومعها الوعود الكاذبة والزائفة لمن هم في السلطة والمناصب العليا.هؤلاء الذين لم يتركوا اسلوبا الا واتبعوه لتسقيط بعضهم البعض وللاستحواذ على المواقع والامتيازات والسلطة والنفوذ بات المواطن العراقي العادي بالنسبة اليهم نسيا منسيا، ولو كان غير ذلك لفكروا به اكثر او مثل ما يفكرون بأنفسهم واقاربهم وحواشيهم واحزابهم واتباعهم... انهم بأختصار يتاجرون بالوطن وابنائه في سوق النخاسة، ليكسبوا ويربحوا كل شيء ولايعطوا اي شيء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك