المقالات

صراعات ما قبل الديمقراطية /

510 22:36:00 2012-06-19

حافظ آل بشارة

اصبح تحديد مسار الأزمة السياسية صعبا ، فقد تداخلت الخنادق وازداد القصف العشوائي ، وكثير من المحاربين لا يعرف لماذا يقاتل ، لم يختلف القوم على كفاءة الحكومة ومستوى اداء السلطات ، او معاناة الناس من الارهاب والفساد والفقر والبطالة . تدافع بين اتجاهين لم يصل اي منهما الى النضج المطلوب ، في كل بلد هناك حكومة تقابلها معارضة دستورية ، ولكل من الحكومة والمعاررضة مقومات بناء واداء ، في العراق الحكومة جديدة وغير مجربة وليس لديها برنامج واضح وليس لديها جدول اولويات ، الحكومة في اي بلد ديمقراطي تتلقى العقاب والثواب على اساس تنفيذ جدول واجباتها وخططها القريبة المدى والمتوسطة والاستراتيجية ، يقابلها معارضة تفهم الدستور والقوانين التخصصية وبرنامج الحكومة ، تترقب اخطاء الحكومة وتقوم بتبويبها : اخطاء في التخطيط ، اخطاء في التنفيذ ، اخطاء في الرؤية الاستراتيجية ، اخطاء في تحقيق القيم العليا كالعدل والمساواة ومكافحة الفساد وصيانة حقوق الانسان ، المعارضة حكومة ظل ، ومراقب وناقد ومحاسب . لكن المعارضة المفترضة في العراق حاليا تفتقر للاطار المهني الدستوري الحديث ، ذلك ان ثقافة العرب السياسية التي بنيت في ظل الاستبداد المعمر لا تضم ضمن فقراتها كلمة (معارضة) والمعارضة عندهم تعني المواجهة المسلحة وحرب العصابات والمشانق والتنكيل ، اما المعارضة المسالمة فتنشأ وتتطور في ظل النظام الديمقراطي الانتخابي ومن يجلس على مقاعد المعارضة اليوم سيشكل الحكومة غدا ضمن سجال الانتخابات ، الصراع بين الحكومة والمعارضة في النظام الانتخابي يخدم الشعب وهو الرابح الوحيد من تدافع الخصوم ، في وضع العراق الحالي هناك حكومة تجريبية مبتدئة وبدائية في الشكل والمضمون والثقافة ، ومعارضة لم تستحضر مقومات بناءها ولم تمارس وظائفها ، كتل كلها غير راضية عن حصتها ، هذه المرحلة من النقاش متأخرة يفترض ان تجري عادة قبل تشكيل الحكومة ، فالقواسم بين المكونات تبدأ تدريجيا وتسير من العام الى الخاص ، وهناك مراحل تدريجية في الشراكة : اتفاق على ازالة النظام الاستبدادي ، اتفاق على البديل الديمقراطي ، اتفاق على اضافة عنصر التوافقات ، اتفاق على بناء الدولة على اساس المشاركة ، عند هذه المرحلة تتشكل الحكومة ، من لا يعجبه الوضع يشكل المعارضة ، لكن العراق مازال يراوح في هذا المربع الوسطي مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة ، لا أحد راض عن حصته ، تشكلت الحكومة ظاهريا ، وانعقد البرلمان ظاهريا ، ولكن اي من السلطات لم يكمل شرعيته بتوافق حقيقي لعدم حسم نقاشات ما قبل تشكيل الحكومة ، اذا استمرت الحالة فلها تبعات خطيرة ، منها الانشقاقات في الكتل والتفتت في التحالفات ، مزيد من التدخل الاجنبي ، مزيد من شخصنة الخلافات وتحويلها الى عراك بين اشخاص لا بين احزاب ، المطلوب وقف هذا التداعي والعودة الى المشتركات الكبرى لتأسيس اتفاق وطني جديد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك