المقالات

سياسيو فضائيات الأزمة والتهديد بالشارع .. سليمان الخفاجي

465 08:40:00 2012-06-18

سليمان الخفاجي

تزداد المراهنات وتتسع رقعة الخلافات يوما بعد آخر فكل طرف من اطراف الازمة السياسية الحالية المتصاعدة في البلاد يعتقد ان عوامل تحشيد الشارع والتلويح بكشف المستور والرهان على عامل الوقت سيؤدي الى كسر الآخر وإضعافه، بينما لا يرى هؤلاء ان التأخير في إيجاد الحلول للازمات يعتبر حالة سلبية فهي تؤدي الى تنامي حجم الجماعات الإرهابية التي تراهن على الخلافات تنتعش بإستعار التقاطعات والحروب الكلامية وانتشار الفوضى في جسد الدولة، فعدم الالتفات الى طبيعة الحالة التي تعيشها البلاد وعدم النظر بدقة الى خطورة الاوضاع سيقودنا لمزيد من التصرفات اللامسؤولة والمواقف الارتجالية التي قد يلجأ بعض اطراف الازمة اليها بسبب تقادمها وتفريخها لازمات اخرى, ان الزهد في الازمة والتقليل من شأنها كما أوضح السيد الحكيم لا يعني تقليل اثرها، هنا لابدّ من اتخاذ خطوات المعالجة فهناك ثوابت لابد من احترامها وعدم المساس بها بأي حال من الاحوال ومنها الدستور والتعايش السلمي بين المكونات العراقية، وعدم جر الشارع الى الأزمة مما سيولد صراعاً بين المواطنين ويعقد الأمور أكثر وأكثر فمثل هذه التصرفات والتجاذبات ستشكل استفزازا لكل الاطراف قد يؤدي الى إراقة الدماء وإذا وصلنا الى مثل هذه الخيارات لا سمح الله والتي نرفضها ولا نتمناها سيعني ان تصطبغ الاحتجاجات باللون الاحمر، وعلى كل من يلجأ الى الشارع ويقوم بتأليبه وتحريكه ان يتحمل النتائج المترتبة عليه، إنّ الحديث بلغة الشارع ينبغي ان ينتهي ويخرج من حسابات كل الأطراف ويجب ان تبقى الأزمات في إطارها السياسي وصولا إلى الحل والمعالجة وترك الخطوط الحمراء وعدم إرباك النظام الديمقراطي العراقي الجديد، عبر تقديم الجميع تنازلات لشركائهم، وإيقاف سياسة الابتزاز والارتزاق السياسي عبر وسائل الإعلام والتي اخذ بعضها يمارس أسلوب الوعد والوعيد وهذا ما سيسهم في وصول الفرقاء إلى طريق اللاعودة يبعد الممارسة السياسية عن أجوائها التي ينبغي ان تكون في حدودها، كما ان اللجوء إلى لغة الشارع وأحاديث التسقيط والتهديد سيوسع الهوة بين القيادات السياسية وجمهور الجهات المناوئة ويخلق حالة من البغضاء والانتقام، لذا لابد من الالتفات إلى المفردات والتعابير التي تستخدم من قبل السياسيين لمنع الأوضاع من الذهاب في اتجاهات أخرى لا تُحمد عقباها، لقد كانت دعوات السيّد الحكيم واضحة وحريصة على العراق والعراقيين بضرورة ان يكون للحريصين و المعتدلين الى عدم الذهاب وراء الأصوات المتشنجة مما يؤدي الى مزيد من التقاطعات السياسية، فالجميع معني بضبط التصريحات ووضع حد لوسائل الإعلام التي تحولت إلى ماكنة صب الزيت على النار وتقطيع جسور المحبة بين أبناء الشعب، فهل سيستمع الفرقاء وتعلو أصوات الاعتدال على الأصوات النشاز التي لا هم لها إلاّ أنّ تكون في صدر النشرات الخبرية المحرضة على العنف والكراهية لتقتل المواطنين الأبرياء بسيف الفضائيات المسمومة ومفخخاتها التي لا تميز بين أبناء الشعب العراقي ولا تنظر لانتماءاتهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك