المقالات

لقد هزُلتْ...!!!

841 09:28:00 2012-06-09

حمودي جمال الدين

يبدو ان أقطاب عمليتنا السياسية ماضون بالتصعيد من خلال تصاريحهم النارية والثورية التي وصلت حد التعرية والتسقيط ,فلم يتركوا شيئا مستورا إلا وفضحوه وشرّوه في الهواء الطلق, على مسرحهم السياسي الفضفاض, فالمتتبع للمشهد السياسي لا يكلف نفسه عناء من البحث والتقصي عن المشكلة وجوهرها ,وعن سبب العراك والاصطراع بين الخصوم, طالما وجد هذا الاعلا م وبكل تلاوينه واشكاله ضالته ولقمته الدسمه والزاخرة , التي تأتيه من جميع اطراف الخصام في السيرك السياسي المعروض حاليا.فالسلة العراقية تغري وتشهّي ويسيل لعاب المتخندقين حولها, لما تدر عليهم من فيضها ذهبا وسلطة وجاها وثروة, اما الشعب العراقي المنكوب فلا يحصد من صراع الزعماء وحواشيهم ,غير سلال السأم والضجر الممتقع بلونه الباهت المقرف, وهو يشاهد ما ينشره الاخوه الأعداء من غسيلهم الوسخ على جدران مشهدهم الحزين والبائس ,الذي جعلو فيه العراق فرجة للعالم وللشامتين به وبشعبه.حيث وصل خطابهم إلى الدرك السفلي من التنابز والشتائم و الاتهام بالتجسس والخيانة, أو التلطيخ بالسمعة والشرف لبعض من رموز العملية السياسية ومن أقطاب أحزابها, أو التهديد والوعيد بالتصفيات الجسدية والاغتيالات ,وفي زحمة هذه التشنجات والصخب المدوي, استوقفني خطاب شديد اللهجة للسيد رئيس مجلس النواب والذي يمثل ثالثة الأثافي في قيادة هرم ألدوله والسلطة ,والذي ارجوه ان يكون ملفقا عن سيادته وغير صحيح ,لكونه خطاب فاضح وخطير وعسير الهضم للمواطن العراقي, الذي منح ثقته برئيس وزراء منتخب دستوريا وشعبيا .وانأ إذ انقل الخبر كما ورد في بعض المواقع دون تحريف ( وناقل الكفر ليس بكافر ) وليس بالضروره إني مقتنع أو متشكك بصحة بعض من جمله ,فهذا يعود للسيد رئيس وزراء العراق فهوا أكفأ وأجدر من إن يدافع ويرد التهمة عنه , لكني محبط ومتألم للحالة الضحلة والمتردية التي أوصلنا إليها سياسيونا وقادتنا اليوم .(( كشف رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي اليوم عن قرارات اتخذها رئيس الوزراء نوري المالكي ولايعلمها جمهوره ولم يسمع عنها على حد قوله..وقال النجيفي في مؤتمر علمي حضره في جامعة الموصل على هامش تفقده طلاب كلياتها اثناء الامتحانات النهائية يوم امس قال " ان المالكي يخدع جمهوره من اخواننا الشيعة على حد وصفه فهو رفع شعار اجتثاث البعث اعلاميا" وهو نفسه من ارجع الالاف من ضباط الامن الخاص والمخابرات والاستخبارات في عهد النظام السابق ومكتب القائد العام للقوات المسلحة يغص بالعشرات منهم وكذلك قادة الفرق الذين يدينون له بالولاء استثناهم من الاجتثاث فهو اجاد بامتياز سياسة الكيل بمكيالين وتسائل النجيفي ياترى هل يعلم المطبلون للمالكي والمستميتون من اجله ان المالكي الزم ائتلافه في اتفاق اربيل على شروط اقل مايقال عنها بالمذلة للعراقية والكرد مقابل بقائه في رئاسة الوزراء وعدم مغادرته للمنصب والملاحق السرية في التفاقية ان كشفت ستقلب الطاولة عليه ولايستطيع نكرانها لان فيها توقيعهه شخصيا"واستدرك النجيفي قائلا" عن اي قانون يتحدث هذا الدكتاتور الذي يأخذ تو جيهاته من ايران وهو من الزم نفسه باتفاقات ليس فيها شيئا" دستوري وهل نسى المالكي عندما تعهد لنا ان يحدث التوازن الطائفي داخل المؤسسات العسكرية وانهاء حقبة الاجتثاث نهائيا" واطلاق سراح كبار ازلام النظام السابق دون محاكمات واتحداه ا ذا نكر كل تلك الحقائق ..واضاف النجيفي عن اي مشروع اقليمي يشكك المالكي ويتهمنا اننا نسير بمخطط مشبوه تقوده السعودية وقطر وهو الذي استجداني من اجل التوسط له مقابل ان يلتقي العاهل السعودي ورفض الاخير ووعد المالكي ان يوقع على ورقة بيضاء اذا ما وافق خادم الحرميين على استقباله في الرياض..يذكر ان رئيس الوزراء شن هجوما" على مجلس النواب يوم امس متهما" رئاسته بسوء الادارة والتقصير وافتعال الازمات)ولو تركنا كل الفقرات التي قيلت في الخطاب جانبا, كونها تندرج بباب الحذاقه والمناوره, أو باب تقدير الموقف لقائد يعرف أين يضع مصلحته ومصلحة شعبه وهو اقدر على تحديدها ,حتى وان لاقت ردود فعل واستنكار من قبل البعض من أبناء هذا الشعب أو من أحزابه وشركائه في العملية الساسة , فهو الاصوب والأصح من وجهة نظره ,وهي الفقرات التي انحدرت بالعراق إلى هذا المنخفض السياسي المتهاوي والتي يدور حولها النزاع والعراك المستشري على حلبة الإحداث اليوم.لكن المواطن العراقي يشدد وبالخط الأحمر على كون( السيد رئيس الوزراء استجدى من السيد رئيس مجلس النواب من اجل التوسط له مقابل إن يلتقي بالعاهل السعودي ورفض الأخير ووعد المالكي ان يوقع على ورقة بيضاء إذا ما وافق خادم الحرمين على استقباله في الرياض) .فهل يعقل هذا من رئس دوله منتخب وزعيم حزب سياسي عريق يمتلك تاريخا ممخضا بالدم والتضحيات, ان يتنازل الى هذا المستوى ويستجدي الآخرين, من اجل استدرار عطف وإرضاء ملك سعودي, له مواقفه المشهودة والمناوئة للعراق ولشعبه ولنظام حكمه الجديد الذي قلب موازين القوى في الانظمه الاقليميه العربية وخرق التوازن الطائفي الذي جبلت عليه المنطقة طيلة دهورها المنصرمة ؟؟؟أليس في ذلك التصرف ان صح ,,وهذا ما لا اعتقده,, أهانه لعموم الشعب العراقي بكل طوائفه وملله, ولا يقتصر على مذهب واحد كون رئيس الوزراء يمثل كل مكونات الشعب العراقي .كلنا على أمل ان لايكون هذا صحيحا وإنما مدرجا في حملة التصفيات التسقيطيه المفبركه والتي وصلت إلى ذروتها عند الاخوه الفرقاء, الذين بدئوا بإحراق المراحل الخلفية من ورائهم ,وكأنهم عازمين ومصممين على ان لا يكون لهم خط رجعه للتفاهم والالتقاء والوئام, وربما ستدفع بهم الحمية والتسعير إلى القفز على كل الأعراف الدستورية والديمقراطية وتهيئة الشارع العراقي والطائفي إلى الشحن والتسخين والى حرب طائفية لا تذر ولا تبقي .ويبقى للعراقي سؤاله الأخير والمحير إلى قادته ورموزه السياسيين والى كل أحزابه المتصدرة والمتصارعة ألان.ألستم من جاء بالنظام الديمقراطي وقبلتموه كأسلوب للحكم , على الرغم من كل عواهنه واختلافاته وسلبياته وتعارضه مع مبادئكم وأجنداتكم ووضعتم دستور دولتكم منطلقا من مبدأ الديمقراطية وأعرافها ...؟؟؟؟؟؟؟؟.فلماذا عندما يصطدم بفقرة سحب الثقة, وهي مبدأ جوهري وأساسي من المبادئ المترفعة والحضارية التي تلجئ اليها معظم الدول التي تنتهج الأسلوب الديمقراطي والبرلماني في أنظمة حكمها إثناء المشاكل التي تواجهها مع حكوماتها أو وزرائها .ثم انه حق مشروع كفله الدستور العراقي الجديد ونص عليه بمادته 61 ب 1.فلم التشنج والامتعاض وهذا الصخب إذا لم تكونوا مقتنعين بها وانتم من ثبتها ؟؟ فهذا يعني إنكم بعيدون كل البعد عن تطبيق بنود دستوركم وعن أعراف وتقاليد الديمقراطية ولعبها .اتركوا الأمر إلى التصويت تحت قبة البرلمان, وهي الفيصل والحكم الذي يحدد مقدرة نجاح أو فشل المتخاصمين, فلكل له مريدوه و مؤيدوه ومعارضوه, على ان يكون الكسب والتأيد وفق الأسس والأعراف الديمقراطية ,وليس إلى أسلوب التهديد والوعيد أو التسقيط وشراء الأصوات والتحفيز بالمناصب والمغريات, لذوي النفوس الضعيفة من متقمصي الفرص ونهازي الأوقات ألحرجه ,والذين تعرفهم على حقيقتهم اغلب محافظاتهم . والعراق ألان على مفترق الطرق التي تنذر بالشر وتهدد سلمه الأهلي, فكل البوادر تشير إلى خطورة المرحلة التي تطفوا على السطح السياسي, الذي لا يبشرنا بالخير فيما إذا لم يتدارك الفرقاء السياسيون, لهذا المنزلق الذي حشرونا به ويعمدوا إلى تهدئة وكبح جماح المتهورين والمسعورين المأزومين من كلا الجانبين.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك